ربّما إرتبط الفحم عِندَ الكثيرين بالفَحم المُستخدم في عمليّة الشواء المُسمّى بالفحم النباتي أو فحم الخشب، في حين أنّ المُطّلع والباحث عن تاريخ الفحم يجد أن الفحم لا يقتصر فقط على ذلك النوع بل تتعدّد أنواعه، ومن أنواعه بالإضافة إلى الفحم الفحم النباتي ، الفحم الحجري ، الفحم الحيواني أو فحم العظام ، فحم السناج ، فحم المعوجات ، فحم الكوك .
وعَن فحم الكوك فهو عبارة عن مادّة كربونيّة تُستخدم كوقود وذلك عن طريق إحراقها ، والصورة النهائيّة لفحم الكوك تكون على شكل أحجار رماديّة أو سوداء ، تتَّصف بالجفاف ومِن المُمكن كسرها فهي لا تُعد رُغم جفافها شديدة صَلبة جداً، حيث يتم إحراق هذه المادّة الكربونيّة ومِن ثُمَّ تُصنع بطريقة تُسمّى التقطير الإتلافي للفحم البيتومنيني أو الفحم الحجري ، ظاهِراً لنا في نهايَة الأمر فحم الكوك بشكله النهائي .
وفحم الكوك يخضع إنتاجه لمراحل مُتعدّدة بدايةً من عجينة الكوك ، التسخين ، والإخراج من الفرن وإخماده، بدايَةً تُعتبر مرحلة جمع الفحم لتجهيزه قبل أن يتم إدخاله للفرن أُولى مراحل إنتاج فحم الكوك ، كما تُعد هذه المرحلة أكثر المراحل أهميّة ودقّة فعليها ستُتبنى جودة فحم الكوك النهائيّة، وتتكوَّن من أنواع مُتنوعة من الفحم يتم خلطها بشكل أوتوماتيكي ، لُيطحَن الخليط في نِهاية الأمر .
ويُخلط فيما بعد الفحم مع بعض المازوت ، حيث تُساعد عمليّة الخلط هذه على تقليل إنحدار كثافة الفحم النسبيّة وهو بداخل الفرن وذلك لسبب يعود للجاذبيّة، ولكي يتم تصنيع فحم الكوك الذي يُستخدم تحديداً في صناعة الفولاذ يُسخّن اللباب الفحمي داخل أفران ، والفرن عبارة عن جدارين من الطوب وهُو مِن النّوع العازل ، ويتم إغلاقه من كُل ناحيّة بباب ، ويطلَق عليها أفران الغرفة الرأسيّة .
الأفران تُسَخّن بالمداخن التي تكون عبارة عن أرصفة من الغرف توجَد على الجوانب . ويتم توصيل أفران الغرف الرأسيّة ببطاريّة ، وبالمدخنة يُوصل كل فرنان، وعبر مرحلة التسخين الطويلة لفحم الكوك يمُّر اللباب الخاص بالكوك بعدّة مراحل إبتداءاً من التجفيف وذلك عند درجة 150 درجة مئويّة وفيها يتم تبخُّر الماء، ليخف اللباب وتقل لزوجته عند 350 درجة مئويَّة ، وتَصِل اللزوجة لحدّها الأدنى عند 450 درجة، وخلال هذه المراحل يُلاحظ إصابة اللباب بإنتفاخ شديد ، لتقل بعد ذلك لزوجته أكثر ويرجع اللباب صلباً مرّة ثانيّة وذلك عند 550 درجة .
وفي المرحلة الأخيرة من مراحل إنتاج فحم الكوك ، يتم إستخدام آلة تُسمّى بآلة الإخراج من الفرن التي تكمُن وظيفتها في أن تقوم بدفع الكوك الذي يتّصف حينها بالسخونة، مع مُرافقة رف ومدق لكي يُنقل إلى مكان يُسمّى طُرقة إرشاد الكوك التي تقوم بتمرير "خبز الكوك" ليصل بإسقاطه إلى عربة الفحم، هذه العربة تقوم بعمليّة الإخماد ليصبح فحم الكوك بارداً وذلك عن طريق رشُّه بالماء ، وفي أثناء هذه العملية يخرج بخار الماء بشكل واضح بشدّة، يُقطّع فحم الكوك لأحجام مُختلفة حيث يتم تفتيته عند خضوعه للتبريد .
إستخدامات فحم الكوك :
فحم الكوك هو مصدر للوقود حيث يتم توظيفه كوقود .
عَن طريق فحم الكوك تُستخلص الفلزات البعض منها مثل الحديد والصلب من خاماتها .