تعرف الواحة على أنّها : أرض أو بقعة أو ساحة خضراء واسعة في صحراء قاحلة ، تكون منخفضة عن مستوى سطح البحر ، فيها نباتات حيّة كثيرة ، محاطة بأشجار النخيل ، ولذلك تكون خصبة ، ويعود ذلك لأنّ المياه الجوفيّة تكون واقعة على مقربة من السطح ، وبسبب هذه الظروف تظهر الينابيع .
ويعود أصل تسميتها في الإنكليزية إلى أصولها القبطية ( Oasis ) المصريّة القديمة .
نظراً لكون أغلب الواحات غير كبيرة المساحة ، فإنّ معظمها غير كافية لاحتواء كثافة سكّانيّة كبيرة ، ولكن هنالك بعض الواحات الكبيرة ، وتكون كثافة السكّان فيها نسبتها مرتفعة جداً ، قد تصل إلى الملايين من عدد السكان ، كما الحال في إفريقيا ، التي تكثر فيها الواحات الواسعة في صحارٍ أكثر وساعة ، ويعود ذلك لتوافر المياه بكميّات كبيرة .
تتّصف الواحة بتنوّع أنشطتها وكثافتها ، ومناخها المحلّي ، وتتميّز بمجالها الأخضر ، الأكثر لطفاً ورطوبةً عن باقي المجالات الأخرى القاحلة المجاورة لها ، وأيضاً بنظامها الزراعي المتنوّع الكثيف . إنّ سكّان الواحات هم مستقرون فيها ، في مجتمع يشكل وحدة تنافسيّة مصلحيّة ، رغم أن أغلب سكّان الصحارى يعتمدون على الرعي والترحال ، إلاّ أنّ الواحات ، ولكونها خضراء عشبيّة ، فهي بيئة فيها من الزراعة الكثير إضافة للنخيل .
تتوفّر الواحات في وطننا العربي بشكل كثيف ، وهي منتشرة عبر أراضيه لكثرة الصحاري فيه ، فنجد في المملكة العربيّة السعوديّة الكثير من الواحات الموجودة في منطقة ( القصيم ) ، وأيضاً في الكويت توجد واحة ( الجهراء ) ، وفي الإمارات العربية المتّحدة فيها واحة ( ليوا ) ، أمّا في مصر ، فنجد واحات كثيرة مثل ( سيوة ، البحرية ، الفرافرة ، الداخلة ، الخارجة ، الصحراء الكبرى ، والصحراء الغربيّة ) الغنيّة بالمخزون الجوفي للمياه ، وهي مليئة بالآثار منذ أيّام الفراعنة ، حيث تعدّ هذه الواحات المصريّة هي ( بوابة مصر ) عند الغرب ، حيث أنّ أغلب واحات مصر مياهها تتميّز بأنها معدنيّة باردة ، وكبريتيّة دافئة ، أما في ليبيا فتعرف بواحات ( النوباتيين ) .
أقيمت في أكثر الواحات أغلب الحضارات القديمة ، وخاصّة واحات مصر ، حيث وجدت مقابر ( الأسرة السّادسة والعشرين ، و وادي الموميات الذهبيّة ) ، وبقايا ( معبد إيزيس ) .
ويخبرنا متحف ميونخ الموجود في ألمانيا ، أنّ بقايا هيكل الديناصور المعروض فيه ، قد وجدت في الواحات البحريّة .