الثقافة هي السلاح الأقوى لدى الشعوب اليوم لكي تكون في مصاف الدول التي تحقق إنجازات للبشرية تتمثل بها غيرها من الأمم ، و هناك في العالم العديد من الثقافات المختلة التي تتنوع و تتباين خصائصها بحسب موقعها الجغرافي بين الشرق و الغرب ، و بحسب تمسكها بالأصول و سلوكيات القدماء ، أو بتمثلها الحداثة و ابتكار ما يميز تلك الثقافة لدى الشعوب .
و تختلف الثقافة التي يحصل عليها الفرد لكي يكون مثقفاً في الأوساط الإجتماعية عن مفهوم وتعريف ومعنى الثقافة بشكل عام ، و الذي يشمل مجموعات من البشر تجمعهم خصائص واحدة ، و قد تعبر الثقافة عن إقليم أو عن دولة أو عن منطقة جغرافية تضم عدة دول أو عن العالم بأكمله ، فنجد في داخل البلد الواحد هناك من العادات و التقاليد التي تحتفظ بها العديد من المناطق المختلفة ما يميزها عن جاراتها ، و نجد في كل دولة عناصر ثقافتها تتجلى في تاريخها و إسهاماتها في ركب الحضارة البشرية سواء بالتكنولوجيا أو بالعمل أو بالإقتصاد أو غير ذلك ، و ما يتبعه من مظاهر ثقافية و حضاية تميز تلك البلد . و نجد مجموعة من البلدان تجمعهم خصائص مشتركة تميزهم بشكل أساسي عن جاراتهم ، و يمثلون حضارة معينة قائمة أو مندثرة ، كالوطن العربي الذي يحتوي على عناصر ثقافية مشتركة بين دوله رغم كل التباينات و التعددية بين تلك الدول ، و دول أمريكا اللاتينية أيضاً على سبيل المثال التي لا يخفى على أحد اسهاماتها الحضارية و الثقافية في التاريخ العالمي . و أخيراً هناك ما يميز العالم ككل ، و هو الثقافة الإستهلاكية في القرن الحادي و العشرين ، حيث تحولت ثقافة الشعوب كلها إلى العمل من أجل الإستهلاك و الحصول على منتجات الرفاهية ، و يشمل ذلك حتى القراءة و الموسيقى و الأعمال الفكرية .
إذاً يمكننا تعريف ومعنى الثقافة على أنها المظاهر الحضارية التي تميز كل فرد أو مجموعة من البشر عن غيرهم ، و تشمل تلك المظاهر اللغة ، و العادات و التقاليد ، و السلوكيات ، و التعامل مع المنتج الحضاري التكنولوجي ، و الموقف من التاريخ و الأصول .
و يكون لكل ثقافة مدخلات تؤدي إلى ظهورها ، و تعتمد تلك المدخلات في حالة الفرد أو الجماعة على السواء على عدة جوانب تضم الأحوال الإقتصادية ، و الإجتماعية ، و النفسية ، و الجغرافية أيضاً ، بل و تمتد أيضاً لتشمل البعد التاريخي الذي يحدد موقف كل شخص أو مجموعة أشخاص من الثقافة و مدخلاتها ، و كذلك مخرجاتها .