مقدمة
بدأت العديد من الأمراض الخطيرة تنتشر في داخل الوطن العربي؛ الأمر الذي بات يهدد البشرية، ومن أهم هذه الأمراض، تلك التي تنتشر من خلال الاتصال الجنسي، والتي تشكل خطر كبير على حياة الإنسان، أو على حياة الجنين في حالة حدوث حمل، ومعظم هذه الأمراض تؤدي إلى الوفاة في أغلب الأحيان.
ومن أخطر الأمراض التي مكن ذكرها في هذا السياق مرض الإيدز، وهو من أكثر الأمراض انتشارًا في يومنا هذا بين الناس، والذي بات يشكل خطرًا كبيرًا على أبناء الوطن العربي، ويعتبر مرض الإيدز المنتشر في يومنا هذا تحصيل حاصل للانفتاح الكبير الذي شهدته القرون الأخيرة، ولا يعني هذا الأمر أن مرض الإيدز لا ينتقل إلى الإنسان سوى بهذه الطريقة، بل يمكن أن ينتقل من خلال نقل عينات دم ملوثة بمرض الإيدز إلى جسم إنسان سليم من المرض.
كيف اكتشف مرض الايدز
تعتبر بداية ظهور هذا المرض هي أول حالة إعلان من مركز أطلانطا لمكافحة الأمراض المزمنة، عن اكتشاف مرض جديد وقد تم تسميته بمرض (نقص المناعة المكتسبة) وكان العديد المعلن عنه كبير جدًا، فقد وصل العدد إلى ما يقارب 457 حالة مرضية، وكانت البدايات بين الرجال الشواذ.
كان المرض في بداياته يعتقد على أنّه مرض مختص بالرجال الشواذ جنسيًا، ولم يحظى بالكثير من الاهتمام، ولكي يتم تحديد فحص وتشخيص واضح للمرض في تلك الفترة، وبقي المرض على هذا الحال لفترة طويلة من الزمن، حيث إنّ تلك الفترة والتي تعود إلى عام 1981م كان الشذوذ الجنسي انتشارًا فيها بصورة كبيرة، وقد كان التفسير الأولي يتمثل في أن الشذوذ الجنسي يعرض الرجل إلى العديد من الأجسام البروتينية التي تكون غريبة على الجسم، والتي تسبب حدوث تهيج وتقوم بإثارة الجاز المناعي ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض.
ومنذ ذلك الحين حمل مرض الإيدز اسم (مرض نقص المناعة) لأن الفيروسات التي تصيب الجسم تقوم بشل حركة الجهاز المناعي بشكل كبير، وبالتالي الأمر الذي يؤدي إلى تعرض الجسم للعديد من التغيرات سواء أكانت داخلية أو خارجية والتأثر بها بصورة كبيرة، فقد يصبح مرض الانفلونزا مرضًا قاتلًا لأصحاب ضعف المناعة.
كان مرض الإيدز ينتشر في بين الناس تلك الفترة بصورة مخيفة، دون تحديد سبب واضح لحدوثه، الأمر الذي أدّى إلى نقض الخبرة بين الناس تجاه المرض، وبالتالي أصبح المرض أكثر انتشارًا، وكان العديد يزيد في كل عام أضعاف مضاعفة عن العام السابق.
تمكن الأطباء حينها من ملاحظة وتدوين أهم الأعراض التي تظهر على الإنسان خلال الإصابة بالمرض، والتي كان من أهمها ما يلي:
- بداية ظهور العديد من التورمات على سطح الجلد، وهذه التورمات سرطانية، وتكون على صور بقع كبيرة وداكنة في مناطق مختلفة من الجلد، وقد تأخذ اللون الأسود أو العنابي أو الأزرق، وهذه الأورام خطيرة جدًا، وتكون أحد ما هى اسباب وفاة المرضى المصابين بالمرض.
- حدوث حالات من الإصابة بالالتهابات الرئوية الحادة، وهذه الالتهابات يسببها طفيل صغير من أحد الأوليات التي تصيب الجسم، ويسبب هذا الأمر في حدوث حالة من الاختناق، أو ذد يؤدي إلى إصابة الكلى، وبالتالي اللجوء إلى زراعة الكلى.
كانت الفئة المستهدفة لهذا المرض في البداية على حسب اعتقاد الأطباء المشخصين للحالة، هي الرجال الشواذ جنسيًا، أو المتعاطي لكميات كبيرة من المخدرات، والتي تؤخذ عن طريق الحقن، وتم ارتباط المرض بهذه الحالات فقط، ولكن جاء العالم جيمس كيرون وأطلق اكتشافه الجديد بأنّ هناك مرض يجتاح البلاد دون معرفة السبب الرئيسي وراء هذا الأمر، وأعطى الأمر اهتماماً كبيراً، وبدأ في عمل الأبحاث والدّراسات حول الحالات التي تم اكتشافها.
تعرف ما هو مرض الايدز
مرض الإيدز هو واحد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز المناعي للإنسان، والذي يؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة على الجسم، والتي تتمثل في إتلاف وشل حركة الجهاز المناعي بصورة كبيرة، وبالتالي يصبح الجسم معرضًا للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة. مع بدء نقص المناعة في جسم الإنسان يبدأ الجسم بالإصابة بالعديد من الأورام الانتهازية، ويصبح جسم الإنسان ضعيف جداً، وبالتالي تبدأ الأمراض تجتاح الجسم مرضاً تلو الآخر.
كيف ينتقل المرض
- يمكن أن ينتقل مرض الإيدز بأكثر من طريقة، فيمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الجنسي الغير آمن، سوء أكان هذا الاتصال من خلال الاتصال المهبلي أو الاتصال الشرجي أو من خلال الاتصال الفموي، مع شخص مصاب بالمرض، فيسرع انتقال الفيروسات من الجسم المصاب إلى الجسم السليم.
- كما يمكن أن ينتقل المرض من خلال نقل كميات دم من شخص مصاب إلى شخص سليم، وبالتالي انتقال الفيروسات إلى جسم الإنسان السليم، كما أنّ استخدام إبر ملوثة بذلك المرض يسهل انتقال المرض، حتى وإن كان الدم سليماً.
- ينتقل المرض من الأم الحامل إلى الجنين في رحم والدته، وذلك إما من خلال المشيمة أو من خلال عملية الولادة.
تعرف على ما هى أعراض الإصابة بمرض الايدز
قد يتم اكتشاف مرض الإيدز عند الإنسان بعد بداية ظهور الأعراض عليه، وذلك يتمثل في بداية ظهور بعض الأعراض التي تكون واضحة والتي تستدعي الانتباه واللجوء إلى الطبيب، والذي قد يشك في الأمر، فيطلب من المرض إجراء بعض الفحوصات الطبية من خلال الدم، وذلك بعد طرح بعض الأسئلة على الشخص المريض، ومن ثم يتم الكشف عن وجود هذا المرض عند الإنسان.
ومن أهم الأعراض التي يمكن ذكرها حول مرض الإيدز ما يلي:
الإصابات الرئوية
كان هذا المرض قديمًا قبل الوصول إلى الطرق ووسائل الحديثة في الكشف عن الإصابة بمرض الإيدز، هو المؤشر والدليل على الإصابة بالمرض، حيث إنّ أولى مراحل الإصابة بالإيدز هي حدوث الالتهابات الرئوية الحادة، والتي تتمثل في حالات الاختناق وعدم القدرة على التنفس. يعتبر مرض الالتهابات الرئوية واحدًا من الأمراض القاتلة للإنسان، والتي كانت تؤدي إلى العديد من حالات الوفاة قديماً، سواء أكانت واحدة من أعراض مرض الإيدز أم كانت مرضاً مستقلاً.
إصابات الجهاز الهضمي
يسبب حدوث مرض الإيدز إلى إصابة الجهاز الهضمي بالكثير من الأمراض، فقد يبدأ الأمر بحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي سواء في المعدة أو الأمعاء، أو غيرها من الأجهزة الأخرى، كما أن الإسهال الشديد يعتبر واحداً من هذه الأعراض، إضافة إلى إمكانية الإصابة بالقيئ الشديد، وعدم القدرة على تناول الطعام، ويلجأ الأطباء عادةً إلى محاولات التقليل من حدة هذه الأعراض من خلال المسكنات والعقاقير التي تعالج الأعراض بشكل جزئي.
الأورام العادية والخبيثة
تبدأ مجموعة من الأورام بالانتشار على سطح الجلد، وتكون هذه الأورام على شكل بقع كبيرة الحجم أو صغيرة، وتحمل ألوان مختلفة، فمن الممكن أن تكون داكنة أو وردية، وعادةً تكون هذه الأورام مسرطنة إلا بعض الحالات التي تكون بسيطة، ولا تشكل الكثير من الخطر على الجسم.
تظهر هذه الأورام نتيجة إصابة الخلايا اللمفية، والتي توجد في جميع مناطق الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى تضخم هذه الخلايا لتأخذ أحد الألوان الداكنة، وقد تكون ظاهرة على الوجه، أو قد تكون مختفية في أماكن غير مرئية من الجسم.
الاضطرابات العصبية والنفسية
من المعروف أن فيروسات الإيدز تجتاح الجسم بصورة كبيرة، وبالتالي فهي قد تصل إلى المخ والجهاز العصبي، وقد تحدث الكثير من الخلل في الجهاز العصبي، الأمر الذي يتمثل في فقد المريض السيطرة على تصرفاته وانفعالاته، كما يحدث حالة من الاكتئاب للإنسان.