لا شك من أن مرض الإيدز يعد من أمراض هذا العصر ومن أوبئته، وهو مرض مستعصٍ ليس له علاج و دواء فعال قادر على مقاومته والحد من انتشاره، إذ ان جهود العلماء لا تزال متواصلة ليل نهار لاكتشاف العلاج و دواء النافع والفعال ضد هذا المرض الخطير. الإيدز ( متلازمة نقص المناعة المكتسبة ) ينتج عن فيروس يسمى علمياً بفيروس ( HIV)، حيث يعمل هذا الفيروس الفتاك على مهاجمة خلايا الدم البيضاء مما يؤدي إلى إصابة الجسم بعدد كبير من مسببات الأمراض المختلفة، الفيروسية والبكتيرية وغيرها، كما يصبح الإنسان قابلاً لأن يصاب بأنواع السرطانات المختلفة، علماً ان فترة حضانة فيروس الإيدز فترة طويلة نسبياً قد تدوم لسنوات.
بالنسبة لأصل الفيروس المسبب لمرض الإيدز، فلا توجد معلومات أكيدة جازمة عن أصل هذا المرض، ولكن هناك فرضيات وضعت لتفسير نشوء هذا الفيروس، فالفرضية الأولى تقول بأن الفيروس نشأ عن طريق الخطأ خلال أبحاث في أفريقيا كانت تجرى لاختراع لقاح فعال لمرض شلل الأطفال، وهناك فرضية أخرى تقول أن هذا الفيروس إنما نشأ في القارة الإفريقية، لينتقل بعدها إلى هاييتي.
أول إصابة بين البشر بهذا المرض سجلت في الخمس الأخير من القرن العشرين تحديداً في العام 1981 ميلادية، حيث كانت هذه الإصابة في الولايات المتحدة الامريكية، حيث كان المصابين ممن يصنفون على انهم من المثليين جنسياً، وقد لوحظ في تلك الفترة انتشار الالتهاب الرئوي، ومن الجدير بالذكر أن اسم الإيدز أطلق لاحقاً على هذا المرض، ففي البداية كان يسمى بحسب العرض الذي يظهر على المريض، ففي حال أصيب المريض بنوع من أنواع السرطان بسبب هذا الفيروس تسمى حالة المريض باسم هذا النوع من أنواع السرطان، كما ارتبط أيضاً هذا المرض العقل المجموعي بالشواذ جنسياً.
يعاني مريض الإيدز من النبذ المجتمعي، بسبب افتراض نشأ عند العامة أن وسيلة انتقال هذا المرض هي العلاقات الجنسية، ولا شك في ذلك فالوسيلة الأولى التي ينتقل بها المرض هي العلاقة الجنسية، لكن ليس البشر هم من يحاسبون الناس على أفعالهم، وليس هناك من هو معصوم من الوقوع في الخطأ، فالنفس الإنسانية ضعيفة أما الشهوات. إضافة إلى ذلك مما يزيد من الطين بلة هو ذلك الرفض الذي ارتبط بأذهان الناس بالعدوى والخوف من الإصابة بهذا المرض عند التعامل مع المريض، مما يؤدي إلى حجر المريض صحياً فيموت المسكين مرتين، وتبقى وصمة العار تلاحق المريض حتى بعد وفاته.
