الإيدز؛ أو مرض نقص المناعة المكتسبة؛ هو عبارة عن فيروس وحيد الخلية، يقوم بمهاجمة جهاز المناعة في الجسم ويقضي عليه؛ حتى يُصبح جسم الإنسان دون خطوطٍ دفاعية أمام الأمراض على اختلاف أنواعها. وهناك اختلافات كثيرة ومتباينة حول نشأة هذا المرض الخطير، ونحن هُنا لسنا في صدد التعرض لنشأته، ولكن يكفينا أن نعرف أنه مرضٌ قاتل ولا علاج و دواء له حتى لحظة كتابة هذه السطور، وكل ما انتجته معانل ومختبرات الأدوية الحديثة؛ هي فقط لقاحات للسيطرة على هذا الفايروس وتقوية وتنمية الجهاز المناعي للجسم؛ بشرط أن يتم أخذه مدى الحياة، مع العلم ان تكلفة هذا الدواء باهظة جداً.
ينتقل مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بشكل رئيسي بسبب سوائل الجسم. فهو لا ينتقل باللمس ولا عن طريق استنشاق الهواء، فمثلاً لو كنتَ في غرفة يوجد بها شخصً مصاب بهذا الفيروس؛ فلا تَخَفْ، لأنه لن ينتقل إليك ما دام ليس هناك أي تبادل لسوائل الجسم. وأشهر طرق ووسائل انتقال مرض الإيدز هي
1- ممارسة الجنس: ويتم انتقال العدوى نتيجة تبادل سوائل الجسم بين الذكر والأنثى، فهو يتنقل عن طريق الحيوانات المنوية أو المذي للرجل، أو السائل المهبلي للمرأة. وهذا في حال عمل ممارسة جنسية غير آمنة مع شريك مُصاب بهذا المرض، سواء كانت الممارسة شرجية أو مهبلية أو فموية.
2- نقل الدم: ويكون النقل من شخص مصاب بالمرض إلى شخص آخر سليم؛ فتنتقل العدوى له. وكذلك أي امرٍ آخر يختص بالدم، مثل استعمال موسى الحلاقة لشخٍ مصاب وعليه دماؤه، أو استعمال حقنة كان قد استعملها شخص بمصاب بالمرض فتنتقل العدوى، أو آلات الوشم وأدوات ثقب الأذن على سبيل المثال.
3- الأم لجنينها: وهي تنتقل من الأم المصابة إلى جنينها عن طريق السوائل التي تغذي الطفل عن طريق الحبل السري. وهذه النسبة تتراوح بين 5% و15%، ويمكن أن تنخفض كثيراً إذا كانت الأم تتناول العقار المضاد بانتظام خلال فترة حملها.
نلاحظ جلياً أن طريقتين أساسيتين لانتقال هذا المرض من أصل ثلاث هي عن طريق الجنس. فالنقطة الأولى تحدَّثت عن الجنس نفسه؛ والثانية من الأم المصابة إلى جنينها، وبالتالي ممارسة الجنس أدت إلى الحمل وانتقال المرض لطفلٍ بريء لا حول له ولا قوة. فممارسة الجنس الغير آمن يزيد من نسبة التعرُّض للإصابة بهذا المرض، ولن نقول خذوا احتياطاتكم أثناء ممارسة الجنس، ولا نقول لا تمارسوا الجنس أبداً، ولكن ديننا الحنيف قنَّن لنا ممارسة الجنس وجعلها محصورة في العلاقات الزوجية، فتعدد العلاقات هو ما يمكن أن ينشأ منه هذا المرض، أو يساعد على انتقاله. أما العلاقات الحصرية والتي تكون بين الرجل وزوجته؛ فتجعل من وجود مثل هذه الأمراض أمراً مستحيلاً. ولقد سمعنا عن العديد من الرجال الذين قاموا برحلات إلى الخارج وعادوا وهم مصابين بهذا المرض، وأثناء ممارسة الجنس مع زوجاتهم قاموا بنقل العدوى لهم، ولأبنائهم من بعدهن.
فيا أخي ويا أختي، اتقوا الله في أنفسكم وفي أزواجكم وفي أبنائكم، كونوا عوناً لهم ولا تكونوا مَن يصيبهم بالألم، كونوا لهم الدواء وليس الداء، كونوا كما يُفترض بكم أن تكونوا، فأنتم الحامي بعد الله سبحانه وتعالى.
