يعتبر مارتن لورانس كوبر هو مخترع الهاتف النقّال؛ حيث ولد مارتن في شيكاغو، وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائيّة وذلك في سنة 1950م، وهو حاصل أيضاً من نفس المعهد على درجة الماجستير، وقد حصل على براءة اختراع عن اختراعه للهاتف اللاسلكي.
ويعدّ مارتن صاحب أصول أوكرانيّة؛ حيث عاش معظم شبابه في فترة من الكساد الاقتصادي الّذي سيطر على مدينة شيكاجو، فهو لم يبت في يوم جائعًا، لكن عانى حياة الكفاف؛ حيث إن والديه عملا في بيع البضاعة في البيوت بالتقسيط، ثمّ دفعه هذا كلّه إلى الانضمام إلى معسكرات تدريب الضباط الاحتياط لينفق على دراسته في معهد للتكنولوجيا، وبعد ذلك عمل في مدمّرة بحريّة تدمّر خطوط السكة الحديدية على ساحل كوريا الشمالية أثناء الحرب، وبعد مدة من الزمن انتقل كوبر إلى العمل في الغوّاصات، واستمر سنةً ونصف في مدينة هاواي؛ حيث تعلّم طرق ووسائل الغوص الّتي كانت من أهمّ هواياته الرياضيّة، ومع أنّ كوبر أحب البحرية لكن فكرة الاستقرار لم تغب عنه، فالتحق بوظيفة في المبرقة الكاتبة.
وبعد ذلك عمل مارتن في شركة موتورولا، وفي هذه الفترة قدّم العديد من الإنجازات الّتي عملت على زيادة انتشار الساعات الرقميّة، وذلك عن طريق معالجته لإحدى مراكز الخلل في البلورات في هذه الشركة، وبالذات أجهزة المذياع التي تصنعها الشركة، وشجّع الشركة على زيادة الإنتاج. بدأت فكرة الهاتف النقّال لدى كوبر من أوائل السبعينات؛ حيث كانت الأجهزة المحمولة المشهورة وقتها غير فعّالة وغير عمليّة، وكانت تحتاج إلى لوحات عدّاد السيارات.
أقام كوبر المبهر بالتعاون مع شركته مؤتمراً صحفيّاً في فندق هيلتون ليبهر العالم باختراعه؛ حيث أجرى أوّل مهاتفة باستخدام الجهاز في سنة1973م، وعلى الرغم من نجاحه أصرّ على النزول إلى الشارع مع الصحفيين وإجراء المكالمة، الأمر الّذي سوّق الاختراع بشكل كبير جداً.
وبعد المحاولات العديدة تمّ التوصل لهاتف يتحدّث 35 دقيقة، ووزنه كيلو غراماً واحداً ،ثمّ توصل فريق كوبر إلى طرق ووسائل تجعله بنصف الوزن، كان وزن الهاتف الجوّال في ذلك الوقت كبيراً، إلّا أنّه ساهم في الانتهاء والتخلص من عبء الهاتف الّذي يتواجد في السيارات، و الّذي يحتاج إلى مصدر للطاقة، وبعد ذلك تمّ بدء بيع الهاتف في سنة 1983، بمبلغ يصل إلى أربعة آلاف دولار.
شغل مارتن كوبر منصب مدير الهندسة الكهربائيّة لشركة موتورولا، وهو الآن يشغل منصب مدير في شركة اريكوم للاتصالات، لكنّه لا يشعر بالرضا عن وضع تقنية الاتصالات؛ حيث قال إنّه يستغرب اشتغال شركات الاتصالات في إضافة الخدمات المختلفة مثل الرسائل والصور، بينما لا يستطيع الشخص إجراء الاتصالات في أيّ وقت أو مكان دون تكايف أو معوّقات.