حضارة دلمون
تعتبر حضارة الدلمون من الحضارات القديمة والتي ظهرت بجزيرة البحرين وفي الشرق من الجزيرة العربية، حيث أطلق عليها السومريون أرض الخلود والحياة وأرض الفردوس، وقبل قرابة خمسة آلاف سنة كان مركزها الجغرافي هو جزيرة البحرين وجزيرة تاروت في منطقة القطيف (جنة دلمون) وكان السبب في ذلك أنّه يوجد بها مقبرّة دلمون، وتُعتبر من المراكز الاستراتيجيّة المهمّة كونها حلقة الوصل ما بين مناطق الشرق الأدنى والأوسط، ففي الشمال كان هناك حضارّة العراق (بلاد ما بين النهرين) ومن الشرق كانت توجد حضارّة ميلوخا بالهند (في وادي السن)، وحضارة الفراعنة في مصر.
حدودها وسبب التسميّة
تمتد حضارّة الدلمون من الساحل الشرقيّ في شبه جزيرة العرب من دولة الكويت بجزيرة فيلكا حتى تصل الى حدود حضارة المجان الموجودّة في سلطنّة عُمان بالإضافة الى حضارة أم النار الموجودة في أبو ظبي بالإمارات العربية المتّحدة، وأطلق عليه اسم حضارة دلمون كونها تُحاط بالمياه (البحر) من جميع النواحي الأربعة.
أهم الآثار المكتشفة عن حضارة الدلمون في البحرين
- يوجد بها أكبر المقابر التاريخية التي تم اكتشافها على مستوى العالم حتى الآن وهي مقبرّة عالي، حيث إنّ هذه المقبرة تضم مجموعة تلال متجانسة.
- معابد ومدن قديمة: حيث تم العثور من قبل المنقبون على بعض المدن المحصنّة تحت قلعة البحرين وحدودها، وكانت أقدم مدينة بها يعود تاريخ بنائها إلى سنة (2800) قبل الميلاد، حيث تم احراقها بعد الإنشاء بخمسمئة سنة، وتمّ تشييد مدينة أخرى مكانها وأحيطت بسور عالٍ يُستخدم لصد عدوان الغزاة عنها والقادمين من البحر، بالإضافة لذلك وجدت بها آثار لمعابد منها: معابد بار بار وعددها ثلاثة والموجودة في قرية بار بار، وتم تشييدها لأكثر من مرّة كما المدن التي عُثر عليها.
- بعض الآثار القديمة مثل: أواني فخارية مختلفة وجدّت مرصوفّة بالقبور، وبعض الآنيات النحاسية للإستخدام المنزلي، وبعض التماثيل التي لها مكانة دينية من وجهة نظر أصحابها، وأختام للتوقيع على الاتفاقيات، وإثبات الملكية، وبعض العقود وجدت في آنية فخاريّة.
مظاهر الحضارّة البحرينية القديمة
- نظام الحكم: ملكي وراثي وتشير بعض النصوص التي عُثر عليها أنه يجب أن يكون خادم الإله ملكاً، ولكن دلمون على الأغلب كانت تخضع للسيطرة من قبل حكام بلاد الرافدين وتدفع لهم الجزية.
- الحياة الدينية: المعابد المقدسة التي تمّ العثور عليها في دلمون تشير إلى إيمانهم بعقيدّة الخلود وممّا يدل على ذلك المقابر الضخمة التي تم تشييدها بالإضافة الى بعض المخلفات بالقبور والأقداح المخروطية.
- الزراعة: حيث كانت مملكة دلمون أرض زراعية لوفرّة المياه العذبة بها وتربتها الخصبة وكانت تشتهر بزراعة التمر.
- الصناعة: كانت تشتهر بصناعة الفخار المتمثل برسومات وأشكال مختلفة عن باقي الحضارات المجاورّة لها بالإضافة الى صناعة الأختام الدائرية الدلمونية والأواني النحاسية والخزفية.
- الصيد: كانت تشتهر دلمون بصيد اللؤلؤ والسمك وكان أغلب سكانها يعملون بهذه المهنة.