حضارة المايا
تعتبر حضارة المايا من أهم الحضارات التي سكنت الكرة الأرضية، وهي إحدى الحضارات التي قامت في وسط أمريكا والتي تعرف في الوقت الحالي باسم غواتيمالا والسلفادور وهندوراس وبليز حيث الغابات الاستوائية، وتعتبر تلك المناطق هي موطن شعب هنود المايا الأصليّ، وشيد شعب المايا حضارة عظيمة وهم أوّل من طوّر لغة مكتوبة في جميع أنحاء العالم، كانوا يتكلّمون اللغة الماياوية.
إنجازات المايا
اشتهرت حضارة المايا منذ القرن الرابع ببناء الأهرامات، والمعابد، والقصور، وكان إقامة الكهنة وقد أنشؤوا مبانٍ فاقت كل الذي كان سائداً في تلك الفترة ممّا جعلها تتفوّق على أي حضارة أخرى آنذاك، كما اشتهروا أيضاً بكتاباتهم الهيروغليفية التي ومن خلالها يمكن القول أنّهم كانوا على معرفة بأمور الفلك، والرياضيات، والتنجيم أيضاً حيث كانوا يعرفون الرقم صفر والذي كانت أغلب الحضارات تجهله، والسنة الماياوية هي 18 شهراً وفي كلّ شهر عشرين يوماً وكانوا يضيفون لكلّ سنة خمسة أيام يمارسون فيها طقوسهم الدينية، وتجدر الإشارة إلى أن شعب المايا كان لديهم دقة كبيرة في التواريخ حيث كان لديهم ثلاثة أنواع من التقويمات وهي تقويم مقدس ويسمى نازولكين وتقويم مدنيّ ويسمّى هاب والتقويم الطويل وهو مزيج من الهاب والنازولكين.
تركيبة شعب المايا
يتكوّن شعب المايا من العبيد والكهنة والمزارعين والتجار والنبلاء وكان يطلق على الملك اسم كولاهو وكان له السلطة السياسية والدينية وكان الحكم عندهم وراثيّاً، ولكل مدينة ملك لها وهو الكاهن، واشتهرت تلك الحضارة بزراعة الكاكاو والفانيلا والفول والذرة، وكان العسل مشهوراً جداً لديهم حيث كانوا يحضرون مشروباتهم الروحية منه، وكأي حضارة أخرى لها آلهة محددة كانوا الماياويون يعبدون آلهة الزراعة كإله للمطر، وكانوا يتقربون بها بتقديم القرابين لها وتلك القرابين هم البشر بغض النظر عن العمر فكانت القرابين تضمّ الكبار والصغار على حدّ سواء.
طبقة النبلاء عندهم هي المميزة حيث كانوا يعيشون في بيوت حجرية منحوتة وجدرانها من الجص عليها رسوماتهم، أما أموات النبلاء فكانوا يدفنون في مقابر خاصة وهي عبارة عن قبو حجري، وكانوا يضعون فيه كل ما يخص الميت النبيل من الفخار والأحجار الكريمة معه في القبر ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل كانوا يضعون معهم أضاحي بشرية كي تخدمهم بعد الموت.
ظلت حضارة المايا في أوجها وقوتها إلى أن جاء الغزو الإسبانيّ واستطاع استعمار الأمريكيتين، وبذلك بدأت حضارة المايا بالانهيار تدريجياً، ولكن ظل هناك من السكان الماياويون بعد الاستعمار في المناطق التي كانوا يعيشون فيها وقد حافظوا على بعض معتقداتهم، وتقاليدهم، وثقافاتهم.