قال تعالي " فصلّي لربك وانحر " وقال تعالي "قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
وفي صحيح البخاري ومسلم عن أنس ابن مالك رضي الله عنه "ضحي رسول الله صلي الله عليه وسلم بكبشين أملحين ذبحهما بيده ،وسمى وكبر ووضع رجله علي صفاحهما "
حيث أنّ الرّسول صلي الله عليه وسلم كان يضحي ليس وحده ولكن هو وأصحابه ،حيث كانت الأضحية هي سنّتهم وطريقهم ،ولذلك فهي مشروعة بإجماع الجّميع من العلماء والصحابة ،ولكنهم اختلفوا في كونها سنّة مؤكّدة أم واجبة حيث ذهب مجموعة منهم إلى أنّها سنّة مؤكّدة وهو مذهب الشافعي واحمد .
ولكن مجموعة أخرى ذهبت إلى أنّها واجبة ،وهو مذهب أبي حنيفة ،وتعد الأضحية من أهم أعمال الإنسان المسلم التي قد تفوق الصّدقة وتكون احسن وأفضل منها .
وقتها :تتم الاضحية بعد صلاة عيد الاضحي وهو الوقت المحدد لها ، كما يجوز تاخير الذبح الي اليوم الثاني والثالث التي تسمي ايام التشريق ، وقال البعض بجواز الذبح ليلاً ونهاراً .
تعتبر الأضحية من الشعائر عند أهل الإسلام ،تذبح من بعد صلاة العيد حتى آخر ساعة من أيّام التّشريق في العيد ، وهي سنة النبي صلي الله عليه وسلم ومن سار علي تهجه من الصّحابة ،وامر الله سبحانه وتعالي بها حين قال " فصلي لربك وانحر ".
حكمها :ضحى الرسول صلي الله عليه وسلم وضحى الصّحابة إلى أن أخبر الرّسول بأنّها سنّة ،واختلفوا فيما بينهم من كونها سنّة مؤكّدة أم واجبة ؟
حيث ذهب أهل اليسار إلى أنّها سنّة مؤكدة ،حيث قال صلي الله عليه وسلم "من كان له سعة ولم يضح فلم يقربن مصلانا " رواه ابن ماجه .
وذهب جماعة من أهل العلم إلى تأكيد وجوبها ،ووجبوا الإستدانة من أجل الأضحية وإراقة الدم ،واستدلّوا علي ذلك بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "يا أيّها النّاس إن على كل بيت في كل عام أضحية " ولكن هذا الحديث ضعيف ، فلا يصح الإستدلال به .
وهناك رأي ثالث وهو الأرجح :وهو قول جمهور مذهب الإمام الشافعي أنّها سنة مؤكدة يجب عدم تركها والإستغناء عنها ،لان ذلك تهاون لفعل الرسول صلي الله عليه وسلم حيث قال تعالي : بسم الله الرحمن الرحيم "لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً "مما أدّى الي اقتداء أصحابه من بعده بمشروعيّة الأضحية وذبحها ،لما يترتّب عليها من الأجر والثواب من الله عز وجل .
آخر وقت للأضحيّة هو غروب شمس ثالث يوم من أيّام التشرق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ،أي أنّه أوّل يوم من ايام عيد الاضحي والثلاثة أيّام التي بعده ،وهذا هو ما رجح من جمع العلماء والإتّفاق على أقوالهم .