شرّع الله عز وجلّ على المؤمنين التّقرّب له بالأضاحي في يوم عيد الاضحى، وقد شرّعت الأضحية على المؤمنين في السّنة الثّانية للهجرة، فلأضحية عيد الأضحى قصّة شهيرة، وهي السبب وراء تشريع الأضحية على المؤمنين، ألا وهي قصة سيّدنا "إبراهيم" الذي شاهد في المنام أنه يذبح ابنه "إسماعيل"، فلم يتردد ولا دقيقة في تلبية أمر الله، كما أن ابنه طلب منه أن يفعل ما أمر به، وعندما همّ سيّدنا "إبراهيم" بذبح ابنه "إسماعيل" أنزل الله عليه كبش من السّماء، ليذبحه بدلاً من سيدنا "إسماعيل، و قد جعلها الله فريضة على كل مؤمن مقتدر بالغ وعاقل .
فرض الّدين الإسلامي الأضحية على المؤمنين، كما فرض شروط معيّنة لهذه الأضحية، وأهمّها :-
1- أن تكون من الحيوانات التي يجوز أكلها، فيحرم أكل الكلاب، والخنازير، والقطط مثلاً .
2- أن تبلغ الذّبيحة السّن الذي أقرّه الشّرع لذبحها، حيث ّن السّن الشّرعي للإبل هو خمس سنوات، بينما البقر والجاموس سنتان، وسنة للضّأن والماعز، كما يمكن ذبح الضّأن التي تجاوز ستة أشهر .
3- سلامة الذّبيحة من العيوب، فلا يجوز ذبح الذّبيحة المريضة، أو التي على مشارف الموت، فهي تحمل العديد من الفيروسات والبكتيريا التي قد تقضي على جسم الإنسان .
كما يجب أن تتوافر شروط في الشخص المضحي ،وهي :
1- بالغ، فلا تجوز الاضحية على الصغير، كما لا تجوز الاضحية على المجنون .
2- قادر، فلا يجوز ان يضحي من لا يملك ثمن الاضحية ؛ لان الدين الاسلامي لا يكلف الانسان فوق طاقته .
يرى معظم علماء الدّين والسّنة، أن الأضحية هي سنّة مؤكّدة، حيث أن الرّسول "صلى الله عليه وسلم "، أخبر الصّحابة أنّ الأضحية تعود الى إرادة الشّخص المضحّي .
كما يستحب من الشخص الذي أراد أن يضحّي ألا يحلق شعر رأسه أو ذقنه أو تقليم أظافره، منذ بداية الأيام العشرة من ذي الحجّة، إلى حين بعد ذبح الأضحية .
يجب أن يحضر صاحب الأضحية وقت الذّبح، وأن يدعي الله أن يتقبلها منه وأن يغفر له ذنوبه، ومع أول قطرة دم تنزل من الذبيحة يغفر الله عزّ و جلّ جميع ذنوب العبد، وذنوب أهل بيته .
كما لا يجوز أن يبيع الشخص المضحي إي شيء من الأضحية سواء من لحمها أو شحمها أو عظمها أو حتى جلدها، فيمكن الإحتفاظ به، أو التّصدق به لمن يحتاجه، وأما عن كيفيّة التّعامل مع الأضحية بعد الذبح، فيفضل أن يقسم صاحب الأضحية اللّحم إلى ثلاث أقسام، الأول له ولأهل بيته، والثّاني للفقراء والمساكين، والثالث للأقارب والأصدقاء .