وصف الشعراء العيد في العديد من أشعارهم، ببهجته وفرحة لقائه وفرحة العبادة فيه، ومن بعض أشعارهم أذكر:
ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلى هـلال العيـد من جانب الغرب
كحاجـب شيخ شاب من طول عمره *** يشير لنا بالرمـز للأكـل والشـرب
...
أهـلا بفطـر قـد أضاء هـلالـه **** فـالآن فاغد على الصحاب وبكـر
وانظـر إليـه كزورق من فضــة *** قـد أثقلتـه حمـولـة من عنبـر
...
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجر به مستكبرا حللك
كم من جديد ثياب دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك
ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
...
هذا هو العيد فلتصف النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا والرسول معا
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم *** بــدرا رآه ظلام الليل فانقشعا
...
طاف البشير بنا مذ أقبل العيد *** فالبشر مرتقب والبذل محمود
يا عيد كل فقير هز راحته *** شوقا وكل غني هزه الجود
...
بشائر العيد تترا غنية الصور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر
وموكب العيد يدنو صاخبا طربا *** في عين وامقة أو قلب منتظر
...
والعيد أقبل مـزهوا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا
والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
...
بالبر صمت وأنت احسن وأفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بعيد الفطر عيدا إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر
...
الصوم والفطر والأعياد والعصر *** منيرة بك حتى الشمس والقمر
...
لكل امرىء من دهره ما تعودا *** وعادة سيف الدولة الطعن في العدا
...
هنيئا لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا
ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقا وتعطي مجددا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى *** كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها *** وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
...
عيـد بأيـة حـال جئـت يا عيـد *** بما مضـى أم بأمـر فيك تجديـد
أمـا الأحبـة فالبيـداء دونـهــم *** فليـت دونـك بيـدا دونهـم بيـد
...
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدة *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة *** في لبسهن رأيت الفقر مسطورا
معاشهن بعيد العــز ممتهن *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا
أفطرت في العيد لا عادت إساءته *** ولست يا عيد مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مبتهـج *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا
...
يا عيد عرج فقد طال الظما وجفت *** تلك السنون التي كم أينعت عنبـا
يا عيد عدنـا أعدنا للذي فرحت *** به الصغيرات من أحلامنا فخبـا
من غيب الضحكة البيضاء من غدنا *** من فـر بالفرح السهران من هربا
لم يبق من عيدنا إلا الذي تركت *** لنا يـداه ومـا أعطى وما وهبـا
من ذكريات أقمنا العمر نعصرها *** فما شربنا ولا داعي المنى شربـا
يا عيد هلا تذكرت الذي أخـذت *** منا الليالي وما من كأسنا انسكبا
وهل تذكرت أطفالا مباهجهـم *** يا عيد في صبحك الآتي إذا اقتربا
هلا تذكرت ليل الأمـس تملؤه *** بشرا إذا جئت أين البشر؟..قد ذهبا