من هو الخليفة الراشدي عمر بن عبد العزيز؟
قيّض الله تعالى لهذا الدّين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحملوا همّ الدّعوة الإسلاميّة ونشر العدل بين النّاس، ومن هؤلاء الرّجال العظام الذين سطروا بأعمالهم سفرًا خالدًا في التّاريخ الخليفة الأموي الرّاشد عمر بن عبد العزيز. فقد نشأ عمر بن عبد العزيز نشأةً طيّبة بين أخواله من ذريّة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وقد ساهمت تلك النّشأة في بلورة شخصيّة عمر بن عبد العزيز حيث أحبّ العلم وتفقّه فيه، كما ساهم اطلاعه على تاريخ الخلفاء الرّاشدين وسيرتهم في تعلّم السّنن التي ساروا عليها في إإحقاق العدالة بين النّاس، ومحاربة الظّلم عند توليه الخلافة.
وقد كلّفه الخلفاء الأمويون بعددٍ من المهام منها إمارته للمدينة المنوّرة عام سبعة وثمانين للهجرة ولاحقًا أميرًا للحجاز بأكملها، وفي أثناء ولايته على المدينة قام بتوسعة المسجد النّبوي كما شكّل مجلس علماء يتكوّن من عشرة علماء يستشيرهم في أمور الولاية، وعندما تولّى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الخلافة جعله وزيرًا ومستشارًا خاصًّا في كثيرٍ من أمور الخلافة والحكم، وقد قرّبه الخليفة منه حتّى أنّه عهد إليه بالخلافة في مرضه، وبعد أن تولّى عمر الخلافة كارهًا لها خطب في النّاس خطبة دعاهم فيها إلى أن يطيعوه بالمعروف دون المعصية، وقد استن سننًا حميدة في خلافته وعمل أعمالاً طيّبة نذكر منها ما يأتي في هذا المقال.
أهمّ أعمال الخليفة
- جمع الحديث النّبوي الشّريف؛ فقد استولى حبّ أحاديث النّبوة على مجاميع قلب عمر وقد خشي ضياع الكثير منها وذهابه بموت حفّاظه، كما خشي اختلاط الأحاديث الصّحيحة بالضّعيفة والموضوعة، فقام بتوجيه رسالة إلى عددٍ من العلماء منهم ابن شهاب الزهري، وكلّفه بالعمل على جمع الأحاديث الشّريفة وقد كانت هذه البداية في جمع الحديث الشّريف، ثمّ توسع الجمع لاحقًا على يد أئمة الحديث مثل البخاري، ومسلم.
- ردّ المظالم وإعطاء النّاس الحقوق ومنع التّكسب غير المشروع، فقد كان لبني أميّة كثير من الامتيازات التي أخذوها بغير وجه حق، فقام عمر وبمجرد تولّيه الخلافة بردّ ما استولى عليه بنو أمية من الأموال إلى بيت مال المسلمين، وقد أحدث هذا الفعل حنقًا كبيرًا في صفوف أقارب عمر حملهم كما يقال في إحدى الرّوايات على بث السّم في طعامه، كما ردّ مظالم النّاس وقرّب أهل البيت الذين اعتبر حبّهم من صميم الإيمان والتّوحيد.
- تشكيل مجلس الشّورى من عددٍ من خيرة العلماء، فقد أدرك عمر أهميّة الشّورى في إرساء دعائم العدل والمساواة بين النّاس والقضاء على الظّلم والظّالمين.
