مصطفى بن بولعيد
هي إحدى الشخصيات الثوريّة والوطنية الجزائريّة، وقائد عسكريّ للثورة الجزائريّة، ولجبهة التحرير الوطنيّ، وقد لُقب بأسد الأوراس، وأبو الثورة، وكان له دور مهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي آنذاك، كما وأنّه كان قائداً سياسياً يُحسن التخطيط والتنظيم والتدبير، يمتلك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته ومدى عدالتها، وقد تميز بإنسانيّته إلى جانب ممارسته القيادة العسكريّة، والسياسيّة، والوطنية.
مولد ونشأة بن بولعيد
ولد مصطفى بولعيد في عام 1917م، في قرية اينركب، لعائلة ريفية تنتمي إلى قبيلة أولاد تخريبت، متوسطة الحال، وقد عُرف أبوه محمد بن عمار بالورع والتقوى، وتاجرأمين صادق، وبانتمائه لأهل الإصلاح والدين، يقوم على بناء الكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم، كما أنّه كان يُشجع على بنائها ويقدم الدعم المادي والمعنوي لها، وقد اهتم بتربية أبنائه التربية الإسلامية التي تقوم على الأخلاق، فقد أرسل ابنه إلى أحد الشيوخ لتلقينه وتحفيظه القرآن الكريم، ثم أرسله إلى مدينة باتنة حيثُ حصل هناك على شهادة تعليمه المتوسّط باللغة العربيّة والفرنسيّة.
حياة بن بولعيد بعد وفاة والده
أصبح مصطفى المسؤول عن عائلته والمُتكفل في كسب قوت العيش وتأمينه لها، كما أنّه بدأ بعد وفاة والده بالبحث عمن يُسانده ويُقدم له الدعم والقوة، فانخرط في نادي آريس مسقط رأسه والذي أسسه الشيخ عمر دردور، وقد عُرف باسم نادي الاتحاد، فأصبح بولعيد عضواً فيه، وقد استمد منه أفكاره ومبادئه وأفكاره وخاصة حول الحريات الديمقراطيّة، الشيء الذي جعله يبرز في الحركة الوطنيّة فيما بعد.
صفات وأخلاق بن بولعيد
اتّصف بولعيد بالكثير من الصفات والأخلاق الحميدة التي استمدّها من تعاليم الدين الإسلاميّ، فقد عُرف منذ نعومة أظفاره بالنشاط والحيوية، ولم يكن يُحب الكسل، أو التكلم فيما يعنيه، جالس الوطنيين والمناضلين مُناقشاً معهم أمور النضال والكفاح، عُرف بالإخلاص للعمل الذي يفعله، وكان يضع قضية وطنه فوق كل اعتبار، وقد كان شغله الشاغل هو طريقة جمع السلاح للمناضلين، وطريقة تفجير الثورة، ويذكر أحد المجاهدين الذين رافقوه أنه كان زاهداً، متواضعاً، وإنسانيّاً في تعامله.
هجرة بن بولعيد
في عام 1939م هاجر مصطفى مع أخيه إلى فرنسا، واستقر هناك لفترة، واندمج مع المهاجرين الجزائريين الذين كانوا يعيشون في فرنسا، وقد شاهد ما يعيشونه من تمييز في المعالمة من قِبل الفرنسيين، الأمر الذي زاد من كرهه للفرنسي المُحتل لبلاده، مما دفعه بالتفكير للعودة إلى الجزائر، وتم ذلك فعلاً وعاد إلى مسقط رأسه.
استشهاد بن بولعيد
في الثاني والعشرين من آذار من عام 1956م، استشهد المناضل بولعيد في ظروف غامضة، وكما يُقال بأنه عن طريق انفجار جهاز لاسلكي مفخخ وضعه له المحتل الفرنسيّ.