الدولة
تعرف الدولة في العلوم السياسيّة والاجتماعيّة على أنها المؤسسات العاملة في إقليم محدد جغرافيّاً، وتمارس تلك المؤسسات سلطتها على الأفراد المقيمين في ذلك الإقليم، وذلك باتفاق فيما بينهم على القواعد والأحكام التي تعمل من خلالها تلك المؤسسات، وتشمل الأنشطة السياسيّة والاجتماعية والاقتصاديّة التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة ورفاهيّة الأفراد في الدولة، وتختلف أشكال المؤسسات من دولة إلى أخرى بحسب الأنظمة الحاكمة فيها، ويجب التمييز بين الدولة، والأمة والبلد، فمصطلح الدولة يشير إلى المؤسسات ذات السيادة كما أسلفنا، بينما البلد هي المنطقة الجغرافيّة التي يعيش فيها مجموعة من البشر، ويمكن أن تكون الحدود الجغرافيّة طبيعيّة أو سياسيّة، أما الأمة فترمز إلى الأصول المشتركة والتاريخ الذي يجمع بين مجموعة من البشر.
مقومات الدولة
الشعب
لا يمكن قيام دولة من دون شعب يجمع بين أفراده العديد من السمات والتاريخ الثقافيّ المشترك، من أجل الاتفاق على الأسس والمبادئ التي تسير عليها الدولة، ويمكن أن تضم الدول الكبيرة العديد من الأعراق والثقافات بين أفراد شعبها، وتحمي الدولة التنوّع والتعايش بين سكان الدولة، كما يمكن أن توجد أكثر من دولة لها الخصائص المشتركة نفسها بين الشعوب، وهو ما يطلق عليه اسم الأمة.
الحيز
يشمل الحيز المساحة الجغرافيّة الثابتة والمحددة التي تقوم عليها الدولة، وتنقسم تلك المساحة من حيث النوع إلى ثلاثة أشكال، أوّلها الأراضي التي يعيش عليها الشعب، بما في ذلك الثروات الطبيعيّة التي يحتوي عليها باطن تلك الأرض، وثانيها المسطحات المائيّة، وتشمل البحار والمحيطات التابعة لسيطرة الدولة السياسيّة، إلى جانب الأنهار والبحيرات الداخليّة، وهناك العديد من الدول لا تمتلك مياهاً إقليميّة، وهي ما تعرف بالدول الحبيسة، بينما تحدد الدول المطلّة على البحار والمحيطات حدودها البحريّة بمساحة ثلاثة أميال إلى اثني عشر ميلاً، والباقي مياه دوليّة يحق لكل البشر استغلالها، وأخيراً المجال الجويّ للدولة فوق الحيز الأرضي والمائيّ، وتعقد اتفاقيّات بين الدول لتنظيم حركة مرور الطيران المدنيّ فوق المجالات الجويّة، بينما يمنع الطيران العسكري فوق المجال الجوي لأية دولة إلا بإذن.
السلطة
مع وجود الشعب الذي يعيش على مساحة محددة من الأرض، لا يكون للدولة وجود من دون تنظيم حاكم، تكون مهمته الأساسيّة الإشراف على تلك الأراضي وضمان حمايتها، إلى جانب تنظيم الشعب وحمايته من الأخطار الداخليّة والخارجيّة، ويمارس ذلك التنظيم سلطته باسم الشعب نفسه، بعد أن يتم انتخاب أفراده بصورة مباشرة من الشعب، وذلك ما يحدث في الأشكال الديمقراطيّة الحديثة.