الأسرة لها دور كبير في تهيئة أبنائها لنفس سوية وتشكيل شخصية إيجابية فاعلة في المجتمع، فمن المعروف أن الأسرة هي أول رابط وحب يضيء قلب الطفل، فهو يستمد الحب منها من خلال الرابط الفسيولوجي، لقول مايكل لويس: "هناك رابط فسيولوجي بين الأم وطفلها وهذا الرابط يقوى ويضعف تبعا لطبيعة ومدة صحبة الأم له فإذا كان الرابط قويا ونابعا عن لغات الحب المختلفة والرعاية المتواصلة والمتوازنة فسوف نعد طفلا سويا ونفسا محبة".
وهنا تساؤل طريقة كيف لنا أن نوطد هذا الرابط ونرسخ هذا الأساس؟؟
هناك قواعد أساسية نذكر منها:
1.التوافق بين الوالدين: نحن نعرف أن الزوجان عندما يكونان على قدر من التفاهم والمحبة، يكون سببا في تكوين أبناء يتميزون بنفس سوية وبيئة صالحة تساعدهم على التفاعل الإيجابي في الأسرة والمجتمع، أما إذا كانت العلاقات مضطربة فإنها سوف تؤدي إلى وجود شرخ في نفس أبنائهم وتشكيل بيئة غير صالحة وشخصية مضادة للمجتمع.
2.أن يكون الوالدان دائما الإبتسامة لأبنائهم لأن الإبتسامة طريق للين وفتح القلوب المغلقة.
3. أن يكون الوالدان قدوة صالحة لأبنائهم.
4. أن يعطي الوالدان جانبا من وقتهما لهم يتبادلون الحديث فيها واللعب.
5. أن يدرب الوالدان أبناءهم على طريقة الإختيار وإتخاذ القرار في كل انحاء حياتهم وإعطائهم مسؤوليات تناسب قدراتهم لتنمية وزرع الثقة في نفوسهم وتدريبهم على مفهوم وتعريف ومعنى القيادة وتحمل المسؤولية.
6. الإبتعاد عن اللوم والنقد والنعنيف وإستبداله بأسلوب الحوار والإقناع و ماسك و لو فعلت كذا لكان أفضل، ومشاركته لرأيه وفكره وتوجيهها وتنميتها وتطويرها إذا دعت لذلك، أن يكون كلا الأم والأب مكملان لبعضهما في التربية.
فإذا ماتحقق ذلك سوف ننشيء أسرة سعيدة تتكون من أبناء يتميزون بالصحة النفسية فكما قال الإمام الغزالي "الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما ينقش عليه ومائل إلى كل ما يحال إليه فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكان معلم له ومؤدب ، وإن عود وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القائمين عليه".
لهذا كانت الأسرة هي المؤسسة الإجتماعية الأولى فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع.