غاز الأوزون
الأوزون هو غاز من الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، فالغلاف الجوي يحتوي على الكثير من الغازات الضّارّة والغازات المفيدة للإنسان، ولكن تتباين هذه الغازات بنسب مختلفة، وكما نعلم تماماً بأهميّة غاز الأكسجين للإنسان وجميع الكائنات الحية الأخرى، وهناك غازٌ آخرٌ له فوائده المهمّة للإنسان وهو غاز الأوزون، وسنتحدث عنه في هذا المقال، وعن المكان الذي يوجد به الأوزون في الغلاف الجوي، وكيف يتكوّن غاز الأوزون.
تعريف ومعنى غاز الأوزون
هو غاز طبيعيّ يتكوّن من ثلاث ذرات من الأكسجين نتيجة اتحاد جزيء الأكسجين مع عدد أكسجين ذريّ، ويحدث هذا التفاعل نتيجة تعرّض الغلاف الجويّ إلى الأشعة فوق البنسفجية القوية التي تشعّها الشمس، وغاز الأكسجين لونه باهت وله رائحة كرائحة أسلاك الكهرباء المحترقة، ويُستخدم في الحياة العمليّة ما يسمى بالأوزون الصلب أو السائل الذي يتميّز بلونه الداكن كلون الحبر الغامق، وهو ذاته الذي يُستخدم في معالجة المياه، وقتل البكتيريا ليصبح ماءً صالحاً للشرب.
مكان غاز الأوزون في الغلاف الجوي
يرتفع الغلاف الجوي الذي يحيط بالكرة الأرضيّة إلى مسافة أربعمئة كيلومتر عن سطح البحر، ويتكوّن هذا الغلاف من عدة طبقات، وهي الغلاف المضطرب الذي يمتد ارتفاعه إلى 10كيلومترات، وتليه طبقة الغلاف المتطبق ويمتد ارتفاعه إلى مسافة 40 كيلومتراً، والغلاف المتوسط الذي يوجد على مسافة 50 كيلومتراً، ومن ثم الغلاف الحراري والغلاف الجوي الخارجي، ويوجد الأوزون في الغلاف الجوي على ارتفاع يمتدّ ما بين عشرة إلى خمسين كيلومتراً عن سطح البحر أي طبقة الستراتوسفير، وأعلى تركيز لهذا الغاز بكميّات كبيرة جداً على مسافة ما بين 22 إلى 25 كيلومتراً، وتسمى هذه الطبقة بطبقة الأوزون، وهي طبقة يتفرّد فيها غاز الأوزون، ولا يشاركه أي غاز آخر فيها، وتعمل هذه الطبقة كطبقة واقية تمنع مرور الأشعة الخطرة التي تصدرها الشمس من الوصول إلى الأرض مثل الأشعة فوق البنسفجيّة والإشعاعات الكونيّة الأخرى.
ونذكر أيضاً توافر الأوزون بنسب ضئيلة جداً في الهواء الذي يدور حول الإنسان أي القريب من سطح الأرض في طبقة التروبوسفير، وتصل نسبة تركيزه ما بين 0.2 – 0.7 جزء من مليون، وعادةً تنتج هذه النسبة من الغازات العادمة الضارة الناتجة من المصانع وعوادم السيارات والتفاعلات الكيماضوئيّة، ولهذا تُعتبر هذه النسبة من الأوزون ضارة وتسبب أمراضاً كثيرة للإنسان، مثل التهابات الجهاز التنفسيّ، والأمراض الرئوية وغيرها.
طبقة الأوزون والتّلوث الجوي
يساهم غاز الأوزون في منح اللون الأزرق للسماء، وبالرّغم من ندرته يمتص ما نسبته 99% من الأشعة فوق البنفسجيّة، أي طبقة حماية من الأشعة، ولكن نتيجة التّقدم الصّناعي في الدّول الصّناعيّة الكبرى حدث ما يسمى بثقب الأوزون، وهو تآكل في طبقة الأوزون، وأبرز المكوّنات التي تنطلق في الجو وتسبّب استنفاد الأوزون هو مركبات الفريونات وهي اتحاد مركبات الكربون والكلور والفلور، فتُعتبر المركبات التي تحتوي على البرومين أو الكلورين من أبرز المواد الخطرة على الأوزون، ولهذا تلجأ الكثير من الدّول من تقنين استخدام مثل هذه العناصر الضّارة بالغلاف الجويّ، وتسبب تلوثه ممّا يؤثر سلباً على طبقة السّتراتوسفير التي تحتوي على الأوزون.