إرضاء الوالد
لا شكّ أنّ للوالدين مكانة عظيمة في جميع الأديان، خصوصاً في الدين الإسلامي، فالآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، تحضّ على برّ الوالدين، وتجعل عقوقهما كبيرة من الكبائر، قال تعالى: "وَقَضَى? رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ? إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً"، وهذا لم يأتِ من فراغ، فالوالديّن هما من قاما وسهرا الليل على راحتنا منذ أن كنّا حديثي ولادة، وحتّى بعد الكبر، ولو أنّ كلَّ واحدٍ فينا جابَ العالم لما وجد أحداً يحبّه ويخافُ عليه كما يفعل والداه، ولا شكّ أيضاً أننا لو قمنا بتقديم الكثير لهم لن يكون كافياً لردّ أعمالهم الطيبة تجاهنا، لذلك فنحن نطمح للوصول إلى إرضائهم لأجل كلّ ما فعلوه ويفعلوه لأجلنا، وإرضاءً لربّ العالمين، الذي قرن سبحانه عبادته، بالإحسان إليهم. سنعرض في هذا المقال بعض الطرق ووسائل التي تساعدنا للوصول إلى رضا والدنا، وبالتأكيد كلٌّ منّا له طريقته الخاصّة في ذلك، تبعاً لاختلاف طبيعة الأهل في كلّ أسرة.
طرق ووسائل لإرضاء الوالد
- الإحسان إلى الوالد عن طريق التحدّث إليه بطريقة لطيفة، وبصوت منخفض، بحيث لا يعلو على صوته، وحتّى إن قال ما لا يعجبنا أو تصرّف بطريقة لا نحبّها، نستمرّ بذات المنهج الطيّب المهذّب، أمّا الخلافات والتي تحدث في كلّ بيت حتماً فيمكن حلّها بالنقاش الهادئ والإقناع و ماسك دون التمادي في الكلام واستخدام أسلوب فرض الرأي.
- مراعاة شعوره وعمره، فلا نقلّل من قيمته بأي طريقة كانت، ولا نستخدم أسلوب الاستهزاء بما يفعل من تقاليد قديمة، أو الاستهزاء بعدم قدرته على التماشي مع التكنولوجيا الحديثة كاستخدام الهاتف الذكي أو اللاب توب...
- استيعاب طلباته بكلّ صدر رحب، فلا نتأفّف ممّا يطلب منّا فعله، فهو بالتأكيد ينصبّ في مصلحتنا، ولو كنّا نرى غير ذلك، لأنّ نظرة الوالد غالباً ما تكون أوسع وأشمل نظراً لخبرته في الحياة التي تفوق خبرتنا نحن الشباب، وعندما نكبر أكثر في العمر سنكتشف أنّ ما أراده هو الطريق الصحيح وليس عداه، كما حدث مع الكثير من الناس.
- التحلّي بالأخلاق الحسنة والأدب في تعاملنا معه وفي تعاملنا مع باقي الناس، فبالتأكيد هذا يجلب لوالدنا الفخر، لأنّه سيرى أنّه أحسن تربيتنا، وأنّ تعبه معنا لم يذهب هباءً.
- النجاح في الحياة والعمل، نجاحنا هو بالتأكيد نجاح لأهلنا ووالدنا أيضاً، وبنجاحنا لن يكون أحداً يشعر بالسعادة أكثر منّا باستثنائه، وسيفتخر بنا بالتأكيد لما حقّقناه.
- النضوج، والوعي الكافي، وتحمّل المسؤولية، هي كلّها تؤدّي إلى إرضاء الوالد عنّا وإسعاده، فعندما يرى الأب أنّ ابنه أصبح رجلاً يرتكن إليه، ويساعده في العمل، حتماً سيشعر بالرضا عنّه.
- الثناء عليه، وإشعاره بفضله علينا، والدعاء له بالخير دائماً، لما قدمه من عطاء لأجلنا.
- تخصيص وقتٍ كافٍ للجلوس معه، نعرف جميعنا أنّ لكلّ إنسان مشاغله، ومع التقدّم في العمر تزيد هذه المشاغل، لكن علينا أن ننظّم وقتنا بشكل صحيح، كي نطمئنّ عليه، نستمع إليه، ونساعده بما يحتاجه، شعورهم بقربنا منه سيؤدّي إلى رضاه عنّا حتماً، وإنّ البعد يصنع فجوة، وهذا ليس بالشيء الصحيح في علاقة الابن مع والده.
- تقديم الهدايا له كلّ فترة وأخرى بمناسبات، أو بغير مناسبات، لنذكّره دائماً أننا نحبّه، وليس شرطاً أن تكون هدايا غالية الثمن، يكفي أن نقدّم له أشياءً بسيطة يحبّها، كطعام معيّن يفضله، أو طبق حلى، أو عطر، أو كتاب...