بر الوالدين
اهتمّ ديننا الحنيف بالوالدين وبإرضائهما نظراً لما يبذلانه من أجل تربية الأبناء، فالتربية تحتاج إلى الكثير من التعب والجهد ويقوم الوالدان ببذل كل ما يستطيعون من أجل تلبية طلبات واحتياجات أبنائهم، ويفنون أعمارهم من أجل أن يعيش أبنائهم، لذلك أوجب الله تعالى بر الوالدين، وذَكَرهما في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: 36]، وقال جل في علاه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8]، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى المسلمين ببر الوالدين، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقته، قلتُ ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلتُ: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) [متفق عليه]، بل إن الإسلام جعل عقوق الوالدين من الكبائر التي تهلك العبد وتدخله النار.
قدّم الإسلام برَّ الأم على برّ الأب نظراً لما تحملته أثناء الحمل من مشاق وتعب، كما أنها هي التي تقوم بالتربية بحكم أن الأب يخرج من الصباح إلى المساء من أجل العمل لتأمين متطلبات حياة الأبناء، وبذلك تكون الأم هي التي ترعى وتهتم بالأبناء وتربيهم، ولكن لا يجب إهمال دور الأب، لأنه يبذل جهده بالواجبات الموكولة إليه.
طريقة إرضاء الوالدين
- القيام بالأعمال التي يحبونها والابتعاد عن كل ما يغضبهما ويسبب لهما الضيق، فكثير من الأبناء يتضايقون من إرشادات والديهم.
- الإحسان إلى أصدقائهما ومن يحبونهم من الناس، فالوالدان يحبانِ من يحسن إلى أصدقائهم ومحبوبيهم، كما أنهم يفتخرون بذلك أمام الناس.
- تقديم المساعدة لهما في بعض الأعمال حسب رغبتهما، فمثلاً يمكن التخفيف وانقاص عن الأم في أعمال البيت وتركها لترتاح، ويمكن تقديم المساعدة للأب في شراء حاجيات البيت.
- عدم رفع الصوت فوق صوتهما أو في وجههما ومخاطبتهما بالقول الكريم واللين، وبكل احترامٍ وتقديرٍ، وبهدوء ولطف.
- تحضير لهما المفاجآت المختلفة التي تسعدهما وتدخل السرور في قلبهما، وإذا كان الوضع المادي يسمح فمن الجميل مساعدتهما.
- الابتسام في وجههما وعدم العبوس لأي سببٍ كان، سواء كان السبب منهما أو سبباً خارجياً، وعدم معاتبتهما أو لومهما.
- تقديم الرعاية الصحية لهما والسؤال عن صحتهما بشكل مستمر، وإدخال السرور إلى نفسيهما من خلال المزاح والضحك.
- المداومة على الدعاء لهما سراً وجهراً وأمامهما بحيث يشعران أنهما لم يضيعا حياتهما عبثاً ودون نتائج، فهما يحبان أن يدعوَ لهما أبناؤهما.