الزواج
حثَّ الإسلام على الزواج، وجعله سنة من سنن الحياة، وإكمال الإنسان لنصف دينه، فقال تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً"، وهذا يدل على أنّه سنة من سنن الأنبياء والمرسلين، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطر، والسواك، والنكاح" وغيرها الكثير من الأدلة التي تبين أهمية وفائدة الزواج وحث الإسلام عليه.
ومن ناحية أخرى بينت الكثير من الآيات والأحادث النبوية الشريفة الفوائد العظيمة التي تعود على الأفراد والمجتمع من الزواج، وتتضمن مثلاً العون من الله سبحانه وتعالى، والتمتع بالاستقرار الجسدي والنفسي، وإشباع الرغبات الجنسية وبالتالي الابتعاد عن الوقوع في الحرام وتجنب الإصابة بالكثير من الأمراض، وحماية المجتمع من الفساد، كما ويقوي من العلاقات الاجتماعية في المجتمع، ويجعل سبلاً للتعاون والتعايش، والأهم من ذلك كله هو الحفاظ على الحياة والاستمرار على الأرض؛ لأنّ الأبناء الصالحين هم امتداد لأبويهم.
شروط عقد الزواج
حتى يكون الزواج صحيحاً وشرعياً لا بدّ من تحقق مجموعة من الشروط، وتتضمن ما يلي:
- ألا تكون المرأة محرمة على الرجل؛ لأي سبب من ما هى اسباب التحريم المذكورة في القرآن الكريم سواء المؤقتة أو المؤبدة.
- الإيجاب والقبول من الطرفين.
- وجود شاهدين على الزواج.
- موافقة ولي الأمر وقبوله.
- الإشهار بين الناس.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأنواع الأخرى المنتشرة من الزواج، غير شرعية في حال عدم تحقق أي شرط من شروط الزواج المذكورة؛ فالحلال بيّن والحرام بيّن.
آثار عقد الزواج
تترتب عليه مجموعة من الآثار الشرعية، وتتضمن ما يلي:
- أن يستمتع كل منهما في الآخر، بشرط أن يكون ذلك على الطريقة المسموح بها شرعياً، إذا لم يكن هناك من مانع كالنفاس مثلاً أو الحيض.
- حصول المرأة على حقها في المهر، ويكون مذكوراً تفصيلياً في العقد.
- استحقاق النفقة بجميع عناصرها من طعام وشراب ومسكن وملبس بالمعروف وقدر استطاعة الزوج.
- تثبت هنا حرمة المصاهرة، والتي تتضمن مثلاً تحريم أخت الزوجة على الزوج.
- ثبوت أبوة ونسب الأولاد إلى الزوج.
- حق الوراثة بين الطرفين، إن لم يكن هناك من مانع يمنع هذا الشيء.
- العدل والمساواة في حال تزوج الرجل من أكثر من امرأة.
- معاملة الزوج لزوجته بالمعروف وفيما أمر الله سبحانه وتعالى، وإعطاؤها كافة حقوقها، قال صلى الله عليم وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً".
- طاعة الزوجة لزوجها فيما أمر الله أيضاً، فقال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ".