ابن كثير
عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، يلقّب بأبو الفداء، ويعرف بابن كثير، وهو أحد علماء المسلمين البارزين، فقد كان مفتياً، وفقيهاً، وحافظاً للقرآن، ومفسّراً له، ومؤرّخاً ونحويّاً، وقد كان محدّثاً متقناً، وبرع فيها منذ كان شاباً، وقد زعم الأشاعرة بأنّه ينتمي لعقيدتهم، ولكنّ ملازمته ومصاحبته لابن تيميّة لوقت طويل تنفي عنه ذلك، كما أنّه خالف الأشاعرة في الكثير من معتقداتهم، ودرّس ذلك لتلاميذه، وقد تولّى العديد من المدارس مثل مدرسة النوريّة التنكزيّة، ومدرسة الصالحيّة وغيرها.
مكان ولادته
ولد ابن كثير في قرية مجدل في مدينة درعا جنوبيّ دمشق عاصمة سوريا، عام سبعمئةٍ وواحد للهجرة، كان والده إمام مسجد، ولكنّه توفي بعد ولاته بوقت قصير فعاش يتيم الأب.
طلبه للعلم
بدأ ابن كثير بطلب العلم في الخامسة من عمره، حيث انتقل إلى دمشق، وتتلمذ على يد الكثير من شيوخ المسلمين، الذين تنوّعوا بين علماء في الفقه، والنحو، والتفسير، والقراءات، والمؤرخين، ونذكر منهم:
- ابن غيلان البعلبكي الحنبلي.
- محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني.
- شمس الدين محمود الأصبهاني.
- شمس الدين أبو محمد عبد الله المقدسي.
- جمال الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي.
صفاته
أنعم الله على ابن كثير بالعديد من الصفات الكريمة ومنها:
- الذاكرة القويّة، والتي مكَّنته من حفظ العلوم المختلفة، وسرعة استحضارها وتذكّرها، فقد حفظ القرآن في الحادية عشر من عمره، ثمّ أتبعها بالعديد من الكتب القيمة لمن سبقوه من العلماء.
- كان له قدرة كبيرة على الإدراك والاستيعاب والاستنباط.
- سماحة النفس ولطف المعاملة، والحلم، والصبر، وإجلال الكبير والثناء على من سبقه من الشيوخ.
- الالتزام بسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم ودعوة الناس لها، ومحاربة البدع.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- مجاهدة النفس وإخضاعها لأمر الله.
تلاميذه
تتلمذ على يد الشيخ ابن كثير العديد من التلامذة وهم:
- محمد بن أبي محمد بن الجزري، ويعرف بشيخ علم القراءات.
- شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي.
- ابنه محمد بن إسماعيل بن كثير.
- الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي.
- الحافظ أبو المحاسن الحسيني.
كتبه
هناك مجموعة كبيرة من الكتب لابن كثير نذكر منها:
- تفسير القرآن العظيم، والمعروف بتفسير ابن كثير الذي يعدّ من احسن وأفضل كتب التفسير للقرآن الكريم.
- السيرة النبوية.
- جامع السنن والمسانيد.
- كتاب طبقات الشافعية.
- كتاب مسند الشيخين.
- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
وفاته
توفي ابن كثير يوم الخميس، في السادس والعشرين من شعبان، لعام سبعمئةٍ وأربعة وسبعين للهجرة، عن عمرٍ يناهز الثلاث والسبعين عاماً، في دمشق، ودفن فيها، وقد كانت له جنازة كبيرة.