جدول المحتويات
النجاح
خلق الله البشر على فطرة العمل الجاد لتحقيق الذات وحث البشر على السعي للوصول إلى ما يضمن للمرء الحياة الكريمة والعيش بكرامة واحترام بين الناس، حيث إن النجاح هو العلامة الفارقة التي تحدد مكانة الإنسان، لذلك نجدنا جميعاً نتسائل السؤال نفسه؛ تعرف ما هو النجاح، وكيف نحققه، ونصل إلى ما نريد.
في الحقيقة لا توجد إجابة محددة أو نموذجية لهذه التساؤلات، لأن النجاح يقف وراءه عوامل عدة، تترابط وتتشابك مع بعضها لنصل إليه، وتتباين هذه العوامل وتختلف باختلاف الأفراد والمفاهيم والمستويات العلمية والثقافية والبيئات التي يعيشون فيها، وبما أننا نتحدث عن عوامل النجاح فإن محور اهتمامنا في الحقيقة العوامل المشتركة التي بدورها تحقق النجاح والأهداف المطلوبة، حيث سنفصل وسنعرض ذلك مطولاً في هذا المقال.
عوامل النجاح
- إن وَضْع الإنسان رسالةً لحياته بمعنى وجود غاية واضحة يريد تحقيقها والوصول إليها ومعرفة الطريق وتحديد شتى الوسائل التي من شأنها أن توصله إلى ما يريد، يعد أساساً لتحقيق النجاح بأقصر الطرق، حيث إن ذلك يُسهل عملية التخطيط وتحديد الأولويات والأهداف، ويضمن عدم التشتت وإضاعة الوقت والفرص، ولتحقيق ذلك لابد من تنظيم الحياة وإدارة الوقت حيث إن تقسيم الأعمال اليومية، حيث إن الشخص الناجح يستفيد من كل يومه، واليوم الناجح هو اليوم الذي تم فيه إنجاز كافة المهام المخطط لها بنسبة لا تقل عن 80% إلا في حال حدوث ظروف استثنائية قاهرة.
- يعتبر النجاح أحد أبرز ضحايا الصورة النمطية والتكرار من الذات وعدم التجدد والابتكار، حيث إن الأفكار الخلاقة والإبداع والنجاح متلازمان لا يفرق بينهم سوى الشخص الفاشل، حيث إن طبيعة حياتنا والروتين اليومي وعدم الترفيه عن النفس يقلل بشكل كبير من الطاقة الإيجابية والحماسة ويقلص من قدرات العقل والنفس على التميز، ويمتص من طاقة وحماسة الإنسان، فلزم عليه أن يجدد حياته من مختلف جوانبها الروحية والعقلية والنفسية والجسدية، لذلك لابد من تطوير قدراتنا في هذا المجال، والسعي الدائم لتنمية المهارات وتغذية الروح والعقل باحسن وأفضل الطرق ووسائل الممكنة التي تضمن استمرار الإبداع الذي يعد منبعاً للنجاح.
- لا نجاح بمعزل عن العلاقات، بما أننا نعيش ضمن عالم تحكمه العلاقات والتعاملات، ولا نعيش ونعمل وحدنا فإن ذلك يحتم علينا بناء وتكوين شبكة من العلاقات مع الآخرين في مختلف المجالات، ويسهل الطريق نحو النجاح والتميز على كل منا، على اعتبار أننا لا نستطيع إنجاز كافة مهامنا بأنفسنا دون مساعدة من حولنا.