لا يُعير العديد من الناس الانتباه إلى أي تغيّرٍ في لون البول، لكن ما لا يُدركه البعض هو أنَّ التغيرات في بعض خصائص البول كاللَّون، والرائحة، والكثافة قد يُشير إلى دلائل عن حالة الجسم الصحّيّة كإصابته بمرضٍ مُعيَّن، أو عمّا تناول الإنسان من طعامٍ أو من شراب، ومُنذ مئات السنين كان تحليل البول Urinalysis من أحد أهمّ الفوحصات الَّتي يلجأ إليها الطَّبيب للكشف عن حالة المريض، وذلك لأنَّ العديد من المواد الَّتي تدور في الدَّم كالبكتيريا، والفطريات، والبروتينات والسُكريّات الزائدة عن حاجة الجسم تنتهي بالخروج منه عن طريق البول، فالبول مُهمٌ جدّاً في عمليّة الانتهاء والتخلص من السموم، والفضلات، والماء الزائد عن الجسم.
يكتسب البول لونه الأصفر من صبغة تُدعى يوروكروم Urochrome، وفي العادة يتدرّج لون البول من اللَّون الأصفر الباهت إلى ما يُشبه لون العقيق الداكن، اعتماداً على تركيز البول، وعندما يكون لون البول داكناً يكون ذلك علامةً على عدم الحصول على كميّة كافية من السوائل مما يجعل تركيز البول عالياً، لأنَّ الجسم بحاجة إلى كميّة مُعينة من السوائل كي يقوم بوظائفه فيمتصّ أكبر قدرٍ مُمكنٍ منها ممّا يجعل البول قوياً وكثيفاً وبالتالي يُصبح اللَّون داكناً، والعكس هو صحيحٌ أيضاً، فإذا كان البول باهتاً فإنَّ هذا قد يعني إمّا تناول كميّة كبيرة من السوائل، أو أن الشخص يستخدم المُدرات.
قد يتغيّر لون البول إلى ألوانٍ أخرى غير اعتياديّة، وهذه قد لا تكون بالعادة مدعاةً للقلق، فبعض أنواع الأدوية يُمكنها أن تُلّون البول إلى اللَّون الأخضر أو الأزرق، والجزر يلّون البول باللَّون البُرتقاليّ، والفيتامينات تُعطي البول اللَّون الأصفر المُتدرج، وبعض الأمرض كمرض البورفيريا Porphyria الوراثيّ يلّون البول باللَّون النبيذيّ.
إن رؤية البول باللَّون الأحمر يكون في العادة إشارة إلى وجود الدَّم فيه، ويجب عدم الفزع عند رؤيته هكذا؛ حيثُ إنَّ نُقطةً واحدةً صغيرةً من الدَّم قد تتسبّب بتغيّرٍ جذريّ في لون البول، ولكنَّ وجود ولو كميّة قليلة من الدَّم في البول قد يكون إشارةً إلى أنَّ هُناك خطبٌ ما في الجسم، كالتعرض للالتهابات والعدوى، وفي بعض الحالات الأخرى قد تكون إشارةً إلى احتمال الإصابة بالسرطان، وفي حال حدوث ذلك لا بُدَّ من زيارة الطَّبيب لتأكد من سبب المُشكلة، وفي حال كان البول أحمراً وضبابيّاً فإنَّ الاحتمال الأكبر أن يكون هُناك التهاب.
من المُهم جدّاً المُحافظة على صحّة المثانة والجهاز البوليّ ككُل؛ حيثُ يجب المُحافظة على مُعدل تبولٍ طبيعيّ ومُنتظم، ولتجنب زيارة الحمام بكثرة يجب أن يُزوّد الجسم كميّة كافية من السوائل من دون المُبالغة في ذلك، حتّى لا تؤثّر على عمل الكليتين في المُستقبل، ولتجنب الزيارات اللَّيليّة للحمام يجب التوقف عن شرب السوائل أربع ساعات قبل النوم، والإقلال من تناول الكافيين؛ لأنَّه يُهيّج الطبقة الداخليّة من المثانة، وكما لا بُدَّ من عدم تأجيل الذهاب إلى الحمام وحبس البول.