الرغبة في التغيير
من سنن الله سبحانه في خلقه الرغبة في التغيير والانتقال من الحال السيء إلى الحال الأفضل؛ وقد جاء في القرآن الكريم لفظ التغيير مقرونا بالإرادة الشخصية للإنسان بل جعلها شرطا أساسيا لتوفيق الله فعلى النية أن تكون صادق، وعلى الإنسان أن يخطو الخطوة الأولى ويبادر، قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وهناك دعاء جميل هو "يا مغير الحال والأحوال غير حالنا إلى أحسن حال". لا أحد يستطيع أن يغيرك ما لم تكن لديك الرغبة في ذلك؛ فتعينه وتساعده على ذلك بشكل سلبي أو إيجابي، ولو امتلك أحد القدرة المباشرة على تغيير الناس لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بها ولكان تمكن من تغيير أهل مكة من الشرك إلى الإيمان، وعلى رأسهم عمه أبو طالب.
نصائح تساعدك على التغيير
كلنا يطمح إلى التغيير نحو الاحسن وأفضل لكن دائما يجابه هذه الرغبة شعور مضاد هو الخوف وعدم التأقلم مع النمط الجديد للحياة، بالإضافة إلى ما يرافق ذلك من المشاعر السلبية، وسنقدم في هذا المقال بعض النصائح التي تساعد على التغيير:
- تحلى بالرغبة الحقيقية الصادقة في إدخال التغيير إلى نفسك وحياتك، والالبحث عن النواحي التي ترغب بتغييرها بدقة، وجد الطرق ووسائل المناسبة لتحقيق هذه الغاية.
- احرص على التفاؤل والنظرة الإيجابية والعمل بالتوكل على الله وحسن الظن به، وتجنب التشاؤم والتطير، وجد الجانب المضيء والزاوية المشرقة في كل محنة أو شدة تمر بك.
- التحدث إلى النفس كأنها صديق مقرب، وتشجيعها، وتحفيزها، ودفعها قدما، وامتداحها دون مغالاة أو تفريط.
- استخدم الأفعال التي تدل على الإيجابية في الحديث: قررت فعل كذا وكذا، مستعد للقيام بكذا، سأنجح فيما أقوم به، وتجنب قول: سأحاول أن أفعل كذا وكذا، لا أدري إن كنت أستطيع القيام بكذا، ربما أنجح وربما أفشل فيما أقوم به.
- تجنب المبررات التي تضعها لنفسك والتي تعتقد أنها سببا كافيا لعدم حدوث التغيير كقولك: أرغب أن أتغير لكن كذا يحول دون ذلك؛ فالتغيير يحتاج إلى قرار جاد وعمل دؤوب.
- لا تجعل تغيرك مرهونا بشخص أو ظرف أو مكان أو زمان؛ فكل ذلك سوف يتغير ويسير في قافلتك متى قررت أن تقود رحلة التغيير الذاتية.
- لا تخف من الفشل والانتقاد، أكمل طريقك حتى النهاية؛ فكل بداية تكون شاقة لكن سرعان ما ينفتح الطريق أمامك.
- كن على ثقة من تحقق وعد الله بأنه سيساعدك على التغيير طالما أخذت بزمام المبادرة.
- جهز أدواتك وخططك وأفكارك التي تساندك لتحقيق التغيير المطلوب؛ فلا تكن كالوعل الذي ينطح الصخر بقرنيه.