القدس هي عاصمة فلسطين العربيّة، وهي إحدى أهمّ المدن العالميّة، فهي مدينة مقدسة لكافة الديانات الإبراهيميّة، فليس هناك من ديانة إلّا ولها ارتباط في هذه المدينة المقدّسة بشكلٍ أو بآخر، إذ إنّ هذه المدينة هي حاضنة هذه الديانات، وخاصة الديانتين المسيحية والإسلامية، حيث إنّ القدس عند هاتين الديانتين هي شيء مقدّس فوق الحدّ الطبيعيّ، فبالنّسبة للعقيدة المسيحيّة فقد صلب المسيح – عليه السلام – وكانت نهاية القصة المتمثّلة بالصلب والقيامة في القدس، فهناك طريق الآلام الذي مرّ عليه وهو حاملً صليبه إلى أن وصل إلى كنيسة القيامة؛ حيث صلب على الصخرة الّتي يعتقد وبنسبة كبيرة أنّ كنيسة القيامة قد بنيت عليها فيما بعد، وبعد ثلاثة أيّام من صلبه ودفنه في القبر المقدس الّذي هو موجود الآن، قام من بين الأموات لتكون القيامة، وكل هذه المعالم موجودة في القدس، ولهذا السبب فهي من أهمّ المدن للمسيحيين على الإطلاق؛ حيث إنّ الصلب والقيامة هما أسس الديانة المسيحية. بالإضافة إلى ذلك فبحسب المعتقدات المسيحيّة فإنّ العشاء الأخير كان أيضاً في مدينة القدس المقدّسة.
أمّا بالنسبة للمعتقدات الإسلاميّة؛ فالقدس هي من أقدس المدن على الأرض إلى جانب مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة في شبه الجزيرة العربيّة لما تحتويه من معالم بارزة عليها، فمن ضمن أبرز معالمها الإسلاميّة على الإطلاق المسجد الأقصى، حيث إنّ المسجد الأقصى هو مسجد المسلمين المقدّس الذي أسرى إليه رسولنا محمد – صلّى الله عليه وسلم – وعرج منه إلى السماء وتحديداً من الصخرة الّتي بني عليها مسجد قبّة الصخرة المشّرفة، والصلاة على أرض المسجد الأقصى التي تقع في داخل السور والّتي تقدّر مساحتها بحوالي 144 دونماً تعادل 500 صلاة فيما دونها من الأراضي والمساجد، وهذا شرفٌ عظيم لم يتسنّ لغير هذا المسجد المبارك.
أمّا اليهود، فليس لهم في القدس شيء، فكلّ ما يختلقونه حول القدس هو مجرّد مزاعم وأوهام يحاولون بها كسب التعاطف ووضع موطئ قدم لهم في فلسطين، وإثبات أنّ الأرض أرضهم، وهي ليست كذلك، ومن ضمن أبرز الأكاذيب والمزاعم الّتي يختلقها الصهاينة حول القدس هيكل سليمان، والآراء حول هذا الهيكل انقسمت إلى قسمين؛ حيث قال القسم الأول اعتماداً على ما ورد في الكتاب المقدّس أنّ الهيكل بناه سليمان ثمّ هدم بعد ذلك على يد نبوخذ نصر ثّم أعيد بناؤه ثمّ هدم بعد ذلك على يد المقدونيين وأعيد بناؤه بعد ذلك على يد هيرودوس، وأخيراً فقد تمّ هدمه على يد الرومان الّذين دمّروا القدس عن بكرة أبيها. أمّا القسم الثاني فقد قالوا إنّ وجود الهيكل من أصله هو أكذوبة كبيرة وأنّ اليهود أصلاً لم يعيشوا في القدس إطلاقاً وهذا هو رأي علماء الآثار ومنهم عالم الآثار الّذي شاءت الأقدار أن يكون إسرائيلياً وهو إسرائيل فلنكشتاين.