التضاريس في فلسطين
تعتبر أرض فلسطين من أكثر الأراضي احتواء على التنوع التضاريسي، فالسائر عبر الأراضي الفلسطينية من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها سيتنقل بين الجبال والوديان، والصحارى والسهول، والأنهار والبحيرات والبحار، والمناطق الوعرة والمناطق المنبسطة، مما يجعله قادرا على رؤية جمال لا يتسنى لأي إنسان مشاهدته في اى مكان آخر.
تحتوي فلسطين على العديد من البحيرات المائية المميزة، والتي استطاعت أن تكسب المنطقة أهمية وفائدة كبيرة عبر التاريخ، وفيما يلي استعراض لأهم هذه البحيرات.
بحيرات في فلسطين
البحر الميت
يقع البحر الميت إلى الشرق من فلسطين على الحدود الفاصلة بين فلسطين والأردن، ويعتبر واحدا من أكثر البحيرات المائية تميزا حول العالم، فهو أخفض نقطة على الأرض، كما أنه من أكثر المسطحات المائية ملوحة.
يقدر طول البحر الميت بنحو سبعين كيلومترا تقريبا، أما عرضه فيقدر بنحو سبعة عشر كيلومترا تقريبا، ومن المعلوم أن البحر الميت يعاني من تناقص في مساحته نتيجة فقدانه كميات كبيرة من المياه بفعل العديد من العوامل، والتي من أهمها تبخر المياه بفعل ارتفاع درجات الحرارة، في ظل وجود استنزاف لمياه نهر الأردن من قبل الإسرائيليين المحتلين.
للبحر الميت أهمية وفائدة كبيرة على المستوى التاريخي، فقد كانت المنطقة المحيطة به مسرحا للأحداث التي حدثت بين نبي الله لوط عليه السلام وبين قومه السدوميين، وقد اشتهرت قصة هذا النبي العظيم، وذكرت والخسف الذي لحق بقومه البغاة في الكتب السماوية المقدسة.
بحيرة طبريا
لطالما كانت لهذه البحيرة مكانة عالية جدا وأهمية وفائدة عظمى عبر التاريخ، فبحيرة طبريا تفصل بين اثنتين من أهم المناطق في بلاد الشام وهما: الجولان في سوريا، والجليل في فلسطين، ويقدر طول ساحل البحيرة بنحو ثلاثة وخمسين كيلومترا، أما طولها فحوالي اثني عشر كيلومترا، في حين يقدر عرضها بنحو ثلاثة عشر كيلومترا، أما أقصى عمق فيها فيصل إلى حوالي ستة وأربعين مترا. هذا وقد سميت بحيرة طبريا بهذا الاسم نسبة إلى طيباريوس قائد الجيش الروماني، في حين يطلق على البحيرة أسماء أخرى منها بحيرة الجليل.
بحيرة الحولة
تقع بحيرة الحولة في منطقة صفد في شمالي البلاد، إلى الشمال من بحيرة طبريا، وبالقرب من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وقد اشتهرت بحيرة طبريا بحلاوة مياهها، وإحاطتها بالعديد من المستنقعات، وفي العام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين ميلادية بدأ المحتلون بالعمل على تجفيف هذا المصدر المائي الهام، وتحويل البحيرة تدريجيا إلى أراض زراعية، وقد ألحقت هذه العملية الأضرار الجسيمة بالنظام البيئي في المنطقة، عدا عن أن الأرباح العائدة للمزارعين من الأراضي الزراعية المستحدثة كانت منخفضة بشكل كبير.