إن عاصمة فلسطين الكنعانية العربية هي مدينة القدس العربية، وتعتبر مدينة القدس من أقدم المدن حيث تم إنشاؤها قبل نحو خمسة آلاف عام، وقد أطلق على المدينة العديد من المسميات كـ ( بيت المقدس، وأولى القبلتين، ومدينة السلام )، وتعتبر القدس من أكبر وأهم المدن الفلسطينية، وهي القبلة الأولى للمسلمين.
كانت المدينة على الدوام تشكّل مطمعاً للأعداء الذين حاولوا غزوها والسيطرة عليها مراراً وتكراراً على مرّّ التاريخ والزّمن، منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، وذلك لما تتميز به المدينة من مكانة دينية واستراتيجية واقتصادية، حيث تعرّضت هذه المدينة للتدمير مرتين، بالإضافة لوقوعها تحت الحصار لأكثر من ثلاث وعشرين مرة، وتعرضت لنحو اثنين وخمسين هجوماً، وتمّ غزو المدينة لأكثر من أربع وأربعين مرة، صنّفت مدينة القدس على أنها ( موقع للتراث العالمي )، باعتبارها من أقدم المدن المأهولة بالسكان منذ نشأتها، وهذا التصنيف تمّ من منظّمة اليونسكو.
قسمت المدينة إلى أربع حارات هي :
- حارة النصارى.
- حارة المسلمين.
- حارة الشرف.
- حارة الأرمن.
من أهم معالم المدينة يأتي بالمرتبة الأولى كلّ من قبة الصخرة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، بالإضافة لسور القدس، وتقع المدينة المقدسة في وقتنا هذا تحت أيدي الاحتلال الإسرائيلي والذي سبقه الانتداب البريطاني، ويدعي اليهود بأن المدينة هي عاصمتهم لاحتوائها على هيكل سليمان المزعوم، والذي لم ولن يعثر له على أي أثر، على العكس من هذا فان الحفريات التي تحدث في المدينة تؤكد ونتيجة الآثار التي يعثر عليها بأن المدينة عربية للفلسطينيين.
وفي النهاية القدس هي عاصمة العرب الفلسطينيين، والبوصلة التي توحّد قلوب الأشراف في السعي إلى تحريرها وتخليصها من براثن العدو الإسرائيلي الذي لا يكلّ من بث الخراب في المكان في سبيل إثبات ملكيته للأرض ولكن دون جدوى.
تعرضت المدينة لهجوم الصليبيين الذين عاثوا فيها خراباً وفساداً إلى أن جاء القائد العربي صلاح الدين الأيوبي وحررها من أيديهم وأعاد إعمارها من جديد، والمدينة الآن تتعرّض لحملة تدمير أقبح من حملة الصليبيين عليها، يحاول أبناءها جاهدين في تخليصها مضحّين بأنفسهم تحت مرأى العالم وصمته المخز، دون أن يقدم هذا الكون أي اعتراض على ما يحيط بالمدينة من أخطار، والفضل في بقائها يعود لصمود أهلها العزّل فيها، ومحاولاتهم المتواضعة في الذود عنها قدر الإمكان، على أمل بأن يولد قائد يملك حمية وشجاعة صلاح الدين على هيئة مسؤول، يكون له الفضل في تخليص المدينة من ما يحيط بها من أخطار.
