لقد مرت مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية بفترات تاريخية مختلفة، ويعود التأسيس الأساسي للمدينة إلى عهد المرابطين الذين قاموا بإنشاء الحصن الدفاعية والمرابط، ذلك لما كان يدور في هذه الفترة من أحداث جعلت من الهاجس الأمني واحداً من أقوى العوامل التي تم اعتبارها عند تصميم المدن واختيار أماكن إنشائها حيث تم اختيار مدينة الرباط وفقاً لذلك ليكون نقطة لتجمع المجاهدين ورد الهجومات.
من تاريخ الرباط:
عرفت مدينة الرباط أثناء العهد الموحدي بدايةً تاريخيةً وحضارية جديدة، حيث تم في هذه الفترة توسيع الرباط (الحصن) - عهد عبد المؤمن الموحدي- إلى قصبة محّصنة تقوم على حماية جيوشه التي كان يرسلها في حملات جهادية إلى الأندلس، وفي عهد حفيده يعقوب المنصور، قرر المنصور أن يحول الرباط من كونها المسؤولة عن حماية قوافل الجيوش التي تقوم بالفتوحات إلى عاصمةً لدولته، فقام المنصور بتحصينها وإحاطتها بأسوار متينة، بعد ذلك قام بتشيّد عدة مباني، من أشهرها مسجد حسان بصومعته الشامخة، وفي ما بعد ذلك وفي القرن الرابع عشر عرفت الرباط جواً من الاضمحلال نتيجة للمحاولات المتتابعة التي قام بها المرينيين في أثناء محاولتهم السيطرة على المدينة، وتعتبر المقبرة الملكية التي تم إيجادها بموقع شالة خير دليل على ما عشته المدينة من هجمات أدت بها إلى الاضمحلال.
توحيد مدينة الرباط وسلا:
وفي زمن السعديين في عام 1609 أذن للمسلمين الآتيين من المنطقة الأندلسية بالإقامة بمدينة الرباط، واثناء هذه الفترة قام الأندلسيين بتحصين المدينة بأسوار منيعة تعرف في وقتنا الحالي بالسور الأندلسي، وفي نفس العهد – زمن السعديين - تم توحيد العدوتين أي مدينة الرباط وسلا، وقد تم ذلك تحت حكم دويلة أبي رقراق، التي قام الموريسكيون بإنشائها، وقد عرف مجاهدوا المنطقة من ذلك الحين وإلى الآن بنشاطهم البحري.
مباني تاريخية، مسجد حسان:
يعتبر مسجد حسان واحداً من أكثر المباني التاريخية تميزاً في مدينة الرباط، وقد تم تشييده في زمن السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وكان يمثل في بنيانه واحداً من أكبر المساجد في ذلك العهد، لكن هذا المشروع الطموح في التميز توقف بعد وفات المنصور سنة 1199، كما تعرض ما تم بناؤه إلى الإندثار نتاج الزلزال الذي ضربه عام 1755م، إلى أن الآثار تعد دلالةً واضحة على مدى ضخامة البناء الأصلي للمسجد، حيث يقدر طوله ب180 متراً وعرضه 140 متراً.