الرباط ، اللفظ المغربي الشائع هو الرَّباط بتشدّيد الراء و فتح الباء و تسكين الطاء، و تمثل الرباط عاصمة المغرب، وتعتبر من حيث الترتيب ثالث أكبر مدينة في هذه البلاد،و تقع على فسيح منبسط واقع على المحيط الأطلسي ، حيث يقع على الضفة اليسرى بالنسبة لمصب نهر أبي رقراق أو بورقراق ، حيث يفصل المصب المدينة عن سلا وهي المدينة القديمة، ويتجاوز عدد أفرادها مليون ونصف نسمة ، وإشتهرت صناعة النسيج بالمدينة كما تحتوي على أول جامعة أسست بالشكل الحديث في مملكة المغرب و هي جامعة محمد الخامس .
تعتبر مدينة الرباط مثالاً ينبض بالحياة للعواصم التي بطراز و تراث تاريخي مميز ، وكما أنها تحوي مجموعة مشاهد طبيعية تخلب الأبصار ، وكذلك فهي محطة لنشاط اقتصادي فعال ومتنوع ، وكما أنها تتميز إلى جانب ذلك بتطورات حضارية بشكل متوازن ، فكان من الطبيعي على المسؤولين القيام بتخطيط نموها وتجديد منظور التقدم العمراني والبيئي ضمنها ، وذلك بمنظور يتوافق مع المنحى السياسي للمدينة والدور الإقتصادي.
التقدم الحضاري :
تمثل المدينة القديمة الطراز مركز إستقطاب وإشعاع، وذلك وعبر النمط الخاص ومع تنوع النشاط التجاري وإختلاف الوظائف وتعدد الخدمات المطلوبة والمقدمة ، إلا أنها المدينة لا تزال تعيش حالة من الإكتظاظ السكاني وضع من التفقير و حالة من التدهور للمباني بشكل ينتشر بين مختلف المدن المغربية العتيقة مثل (بلفقيه وفضل الله،) ، وكما أن هذا الوضع السيء يتطلب وقفة سريعة من أجل تقليل الإكتظاظ في السكن و إعادة تصميم المباني في منظور هندسي يعمل على تحديد مواقع الطرق ووسائل الرئيسة للعاصمة (مثل شارع السويقة وبوقرون والقناصل وسيدي فاتح ) وذلك لكونها مناطق استقبال تتطلب تجهيزات متقدمة وأكثر تطوراً ، وتحتوي المدينة العتيقة على تراث تاريخي كان من الواجب علينا ترميمها والعمل على حمايتها مع تهييئتها للأنشطة التي ستفتح الباب وتزيد مدخول إستثمارها وتدفع بها إلى التطوير، وعلى الرغم من التأخر الذي أشرنا إليه في الفقرة السابقة إلى أنها تتميز بنسبة نشاط متميز في كل من جانب الصناعة التقليدية والجانب الإداري والسياسي كذلك . مصب بورقراق :
يشكل المصب منحاً مشتركاً بين المدينتين المتجاوتين " الرباط وسلا" ، ويتميز المصب بثراءه البيولوجي وتعدد مظاهره الطبيعية؛ كما يعد قاعدة متميزة يمكن أن تشكل منطلقاً للتطور العمراني والبيئي في المدينة ، وكما يحدث عن حدوث إشتراك طبيعيّ بين المدينتين، ليكون مركزاً لمجموعة من الأنشطة الفريدة في نوعها .