الشريعة الإسلامية
عالجت الشريعة الإسلامية الحكيمة جميع جوانب حياة الناس باشتمالها على الأحكام الشرعية والتوجيهات الأخلاقية التي تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، وقد جعل الله سبحانه وتعالى علة في إباحة كثير من الأمور على الرغم من أن ظاهرها قد يبدو للبعض مكروها أو تأباه النفس، ومن تلك المسائل التي تثير جدلا بين الحين والآخر وتعقد لأجلها الندوات مسألة تعدد الزوجات في الإسلام، فقد أبيح تعدد الزوجات في القرآن الكريم وتحديدا في سورة النساء، فتعرف على ما هى مناسبة ذكر تعدد الزوجات وسبب نزول تلك الآيات الكريمة؟ وتعرف على ما هى حكمة الشرع في إباحة التعدد؟
تعدد الزوجات في القرآن الكريم
قال تعالى في الآية الثالثة من سورة النساء (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)، وقد ذكر العلماء سبب نزول تلك الآية الكريمة حيث كان الرجال قديما على عهد النبي عليه الصلاة والسلام يرعون أيتاما إناثا ويكفلونهن، وقد كان أحدهم يرغب في نكاح اليتيمة التي يكفلها رغبة في الاستعفاف ويظن أحيانا أنه لا حاجة لدفع المهر لها كسائر النساء لرعايته إياها، فجاءت الآيات الكريمة لتوجه المسلمين إلى إباحة الشريعة الإسلامية لرجال الأمة الزواج من أكثر من امرأة مثنى وثلاث ورباع حتى لا يتوجهوا إلى نكاح اليتيمة فيظلموها بالامتناع عن دفع مهرها في حين توجب الشريعة الإسلامية القسط والعدل في معاملة اليتيم.
الحكمة في إباحة التعدد
كانت الشريعة الإسلامية حكيمة في إباحة تعدد الزوجات، وقد تظهر للمسلم الحكمة من هذه الإباحة ويدركها وقد يتغافل الكثيرون عن إدراك الحكمة لمخالفتهما أهواءهم، وإن هناك ما هى اسباب كثيرة قد تدفع الرجل لتعدد الزوجات نذكر منها:
- حاجة الرجل إلى الاستعفاف؛ فنحن نرى انتشار المنكرات والفاحشة في المجتمع نتيجة لجوء البعض إلى علاقات محرمة غير مشروعة، فيكون تعدد الزوجات في هذه الحالة مصلحة شرعية؛ حيث يحافظ الرجل على إيمانه وعفته من خلال الزواج بأكثر من امرأة وفق علاقة شرعية على سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
- زيادة عدد النساء على عدد الرجال في المجتمع، فقد سببت المعارك والحروب التي تستعر في عالمنا العربي والإسلامي فقدان الكثير من الرجال، وبالتالي زيادة عدد النساء على عدد الرجال في المجتمع فيكون تعدد الزوجات في تلك المجتمعات محققا لمصلحة شرعية كبيرة حيث يحفظ المجتمع من الانحرافات الأخلاقية ويدرأ عنه المفاسد والشرور .