الثقافة
تنشأ في غالبيّة الدّول عبر العالم وزارة تسمّى بوزارة الثّقافة تضطلع بدور تنمية الوعي الثّقافي لدى النّاس، وإنّ مدى اهتمام كلّ دولةٍ بهذه الوزارة يعبّر عن مدى رقيّها وحضارتها، فالأمم بدون الثّقافة لا تساوي شيئًا، ذلك أنّ الثّقافة هي إحدى مظاهر التّعلم والمعرفة والتفكير، وبغياب الثّقافة تفقد الأمم والمجتمعات رافعة أساسيّة من روافع التّقدم لديها لتتخلّف في ركب الدّول المتأخّرة، وفي هذا المقال سنعرف الثقافة وكيف يكون الإنسان مثقفًا في حياته.
تتعلّق الثّقافة بالمعرفة العامّة بحيث يحيط الإنسان بمعرفة معظم الأشياء والأمور من حوله، وقيل في تعريفها هي معرفة شيء عن كلّ شيء، أي أن تتعرّف على مفاتيح العلوم والمعرفة وأساسيّاتها وتطرق ووسائل أبوابها، أمّا الولوج إلى العلوم والتّعمق فيها فهو التّعلم وهو الذي يتولاه ويسعى إليه أهل العلم وطلابه.
الثقافة في حياتنا
ولاشكّ بأنّ الثّقافة هي أمر مكتسب بمعنى أنّ الإنسان لا يولد بالفطرة مثقفًا وإنّما يكتسب تلك الثّقافة من محيطه ومجتمعه، وإنّ هناك طرق ووسائل وأساليب كثيرة تجعل الإنسان مثقفًا وتزيد ثقافته نذكر منها :
- الحرص على المعرفة من خلال حبّ الثّقافة ووجود الإرادة لاكتسابها، فالإنسان الذي لا تتولّد في نفسه إرادة ذاتيّة لاكتساب الثّقافة لا يسعى إليها، وبالتالي وجود الإرادة والسّعي لاكتساب الثّقافة تعدّ عاملًا أساسيًّا في جعل الإنسان مثقفًا.
- ارتياد المكتبات لقراءة الكتب، فقراءة الكتب هي هواية المثقّفين وشغفهم الأساسي، والمكتبات هي بيتهم وسكن أرواحهم، ذلك أنّهم يجدون في الكتب التي ينتقونها ويختارونها بيئة خصبة كي ينهلوها منها شتّى أنواع المعرفة والعلوم.
- حضور المؤتمرات العلميّة وارتياد النّواد الاجتماعيّة والثّقافيّة، فالمثقف تراه دائمًا يحرص على متابعة ما ينظّم من الفعاليات الثّقافيّة في البلد، ومتابعة ما يستجد من أخبار المعارض والمؤتمرات العلميّة، وهو يقبل على ارتيادها لعلمه بالفائدة الحاصلة من حضورها حيث يكتسب الإنسان الثّقافة والمعرفة.
- الحرص على متابعة البرامج الوثائقيّة والثّقافيّة التي تضيف إلى الإنسان رصيدًا جديدًا من الثّقافة والمعرفة.
- السّفر إلى البلدان والأمصار المختلفة في العالم، التي تعكس تنوّع الحضارات والثّقافات في العالم، ففي كل بلدٍ من بلدان العالم ترى هويّة ثقافيّة تختلف عن البلد الآخر، فاليابان على سبيل المثال ترى لها ثقافة تختلف عن ثقافة أمريكا وأوروبا، وكذلك دول آسيا الصغرى تجد لها ثقافة وتقاليد وطريقة عيش تختلف عن غيرها من البلدان، وإنّ من شأن السّفر إلى تلك البلدان أن يكسب الإنسان ثقافة ومعرفة بتقاليد تلك الشّعوب وطريقة حياتها وتفكيرها.