مقدّمة
من السهل أن يقوم الإنسان بأمور عديدة، ويمكن أن يكون بارعاً فيها، ومن الممكن أن تكون هذه الأمور خارج نِطاق اختصاصه واهتماماته، ومن السهل أن يتقنها، ومن الممكن أيضاً أن يجمع الإنسان بين أمرين ويَسهل عليه إتقانهما معاً، ويكون ذلك تِبعاً لثقافة هذا الشخص ومقدار تحصيله العلمي، ومدى ثقافته في شتّى مجالات الحياة وخبرته فيها، ولعمر الإنسان دوراً أساسياً في ذلك، فكلما كَبُرَ الإنسان زاد وعيه وخبرته وحكمته في الحياة.
العقول المُتفتحة النَّيرة هي التي تَسعى لمعرفة كل ماهو جديد، من أولوياتها معرفة المجهول والإلمام بجميع مجالات الحياة، والإنسان الحكيم هو الشخص المُلمّ، والواعي، والمُثقّف، الذي يستطيع تقدير الأمور وتحليلها ووضع الحلول المناسبة لها، ويستطيع التأثير ونتائج في الآخرين بحنكته، وفطنته، ووعيه وتصرّفه السليم في الزمن والوقت المناسب، وهو الشخص الذي يَعلم كل شيء، ويسعى لتَعلّم كل شيء، وهو ذو الرأي السديد، والقدوة التي يُحتذى بها، وهو ذلك الشخص الأمين، ذو التربية والنشأة الصالحة، وصاحب السلوك والسيرة الحسنة، ويختلف عن غيره بِمِثاليته التي يتميز بها ويفتقدها مَن حوله.
كيف يكون الإنسان حكيماً
- مخافة اللّه: لا بدّ أن يكون الشخص الحكيم إنساناً تقياً يخشى الله ويخافه، "رأس الحكمة مخافة الله" فهو بمثابة مرجع وسند لمن حوله لذلك يجب أن يكون مُلماً بدين الله وحدوده ونواهيه وشريعته، حتى لا يتخطاها يكون عليه لزاماً الالتزام بها.
- الثقافة: يجب أن يكون الشخص مُثقفاً حتى تنطبق عليه صفة الحِكمة، مُلما بكل نواحي الحياة الدينية، الاجتماعية، الاقتصادية، ولديه من القصص والروايات والعلوم والعِبر مايستطيع أن يقيس عليها في أمور حياته ومشكلات ومواقف وأمور من حوله، وإعطائهم الرأي السليم لتلك الأمور والمشاكل وعيوب والمواقف.
- حَسنْ التَصرف: من صفات الإنسان الحكيم أنّه إنسان خَلوق، لا يَسب ّولا يَشتم، ولا يلجأ إلى تعرف ما هو غير أخلاقي في تعاملاته، يكون حليماً صبوراً وقت الغضب، صارماً ومتسامحاً وقت اللزوم .
- النظر لتعرف ما هو بعيد لا بُدَّ أن يكون شخصاً قادراً على رسم خطواته وخط نجاحه بعلم ودراية، قادراً على التَميّز، وهو محط أنظار من حوله، ومحل ثقة من الجميع.