وادي شعيب
هو وادٍ من أودية المملكة الأردنية الهاشمية، سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى النبي شُعيب عليه السلام؛ حيث إنّ من أبرز معالم هذه المنطقة قبر النبي شُعيب، ومسجدٌ مسمى باسمه عليه السلام. منطقة وادي شعيب هي منطقة صغيرة من حيث المساحة، وعدد السكان؛ إذ إنّ عدد سكانها لا يزيد عن خمسمئة نسمة، ويُذكر أنّ طبيعتها مميزة، وجذابة، ومن أبرزِ أنواع الأشجار فيها هي الزيتون والليمون.
موقع وادي شعيب
يقع وادي شعيب بالتحديد في محافظةِ البلقاء، والتي تَبعد عن مدينة السلط مسافةً لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات باتجاه الجنوب، وهي تقع على نفس امتداد الطريقِ المؤدي إلى البحر الميت ووادي الأردن.
على الرغم من صغر حجم هذه المنطقة إلا أنّها تتميز بالعديد من المواصفات التي تجعل منها مَلاذاً للزوار ومحط اهتمامهم؛ فهي تحتوي على معالمٍ رائعة، ومواقعٍ أثرية مهمة، كما أنّها تمتلك طبيعة ساحرة؛ فتمتاز بخضرة أرضها الدائمة، وهي تحتوي سيلاً من الماء يُسمى سيلَ وادي شعيب، وله عدد كبيرٌ جداً من المنابع تُقدَّر بأكثر من ستمئة وستين عيناً، تَتَوزَّعُ على امتداد الطريق الذي يصل بين غور الأردن ووادي شعيب، ومصبه في نهر الأردن، وهو المسؤول عن تزويد أرض المنطقة بالماء مما يمنحها غطاءً أخضر مُميّز طيلة العام.
إنّ اجمل وافضل حُلَّه يرتديها وادي شعيب هي حُلَّة فصل الربيع؛ حيث تتميزالمنطقة بطبيعتها الملونة، وجوّها الدافئ المناسب للراحة والاستجمام، ولا تقتصر خضرة منطقة وادي شعيب على المناطق المُنبسطة المحيطة بالسيل، وإنَّما تَتَميز بتفتح أنواع رأئعة ومختلفة من الأزهار على سفوح جبالها الشامخة على الرّغم من أنّها تفتقر للمياه على عكس المناطق المنبسطة، إلّا أنّ مناخ وادي شعيب يُساعد هذه الأنواع من الأزهار على التَّفتح في وقتٍ مبكرٍ رغم قلة المياه.
أبرز النباتات فيه
يُعتبر وادي شعيب مصدراً للأعشاب الطبية بأنواعها المختلفة، خاصةً النادرة منها والتي لا تتواجد بسهولة، كاللّوف والبابونج؛ فهناك بعض الزُّوار يَقصدونها من أجل الحصول على النباتات العلاجية في أوقاتٍ معينة من السنة، كما تتواجد في المنطقة أنواع النباتات التي تُصنع منها بهارات الطعام وتحديداً البهارات الخاصة بالوجبة الأردنية الشهيرة وهي "المنسف"، وتتميز هذه البهارات بلونها الأصفر ورائحتها الحادة.
كما يتميز وادي شعيب بوجود أشجارٍ معمرةٍ يزيد عمُر بعضها عن مئة عام، وهذه الأشجار تَقع على جانبي النهر، مما يَزيده تَميزاً وجاذبية، وخاصةً شجر الكينة الصلب وشاهق الطول، كما تَتَميز هذه المنطقة بوجود الأشجار المثمرة وعلى رأسها أشجار اللوز، التي تُزيّن المنطقة باللون الأبيض في فصل التزهير.