تلجئ بعض المؤسسات والشركات إلى وضع سياسيات داخلية تحقق أهداف المنظمة،وتُبنى عليها كافة الأقسام فيها، وتضمن دقة اكبر في بلورة النُظم الأساسية من تحليل ووصف وظيفي مناسبين، ومن هنا جاء مفهوم وتعريف ومعنى إدارة الموارد البشرية والذي يعني عملية إدارة الموظفين في المؤسسة أو الشركة وتحقيق مبدأ الكفاءات في الاستقطاب، كما إنها تُعرف بأنها عملية إدارة المهارات التي تخص الأفراد. وعلى كافة الأصعدة فهي نظام يتعلق بشؤون العاملين، كما أنها مسؤولية مشتركة تتوزع ضمن الأولويات على أولئك الذين يديرون الأشخاص الآخرين في المؤسسة، وهي أيضاً الإدارة المختصة في الاهتمام بالكوادر البشرية العاملة داخل المؤسسة وسلوكياتهم عند العمل في فريق واحد، وتطُبق إدارة الموارد البشرية في كافة الأصعدة على الكوادر العاملة في كافة المؤسسات الخدمية والإنتاجية على حد سواء، بحيث يكمُن دورها في استقطاب الكفاءات المهنية الفعالة والمحافظة على تلك الفئة لأمد أطول التحليل لكل من واقع و متطلبات العمل والتخطيط الدءوب الناجح بغية تحقيق نظام يقوم على الكفاءات البشرية المتميزة وذات البيئة الملائمة التي ترنو بالمؤسسة نحو التقدم والازدهار.
ولإدارة الموارد البشرية دوراً أساسياً لتحقيق نجاح أي مؤسسة ومجابهتها للظروف التنافسية والعقبات التي تحدها من كل صوب، سواء داخل المؤسسة أو خارجها، وذلك نظراً لأهمية وفائدة القوة العاملة البشرية وأثرها على مدى الكفاءة الإنتاجية والربحية للمؤسسات على حد سواء. ولقد اتسعت بؤرة مصطلح إدارة الموارد البشرية وأصبح حديثا يضُم العديد من الركائز والدعائم الأساسية، التي يقوم على أساسها الاستقطاب الفعلي الناجح للكفاءات والتي أيضاً يعتبر ركيزة أساسية لديمومة عمل المؤسسة، وفي مقدمتها الوصف الوظيفي والتحليل الوظيفي من حيث تحديد مهمات الوظيفة وأسسها ومن سيشملها ومدى كفائتة ومؤهلاته ومهاراته وعيرها، والمقابلة الشخصية، وعملية التعيين، وتحفيز ودعم العنصر البشري، وتطوير وتدريب الموارد البشرية، إضافة إلى ذلك النشاط الطبيعي المختص بشؤون العاملين داخل المؤسسة.
إنّ ازدهار وتقدم أي مؤسسة، مهما كان حجمها، يقترن بمدى قدرات وأداء الموظفين، ولذلك فأن الأنشطة والتمرس على رفع الأداء والقدرات هامة جداً حتى ترقى المؤسسة إلى مستوى عالي من الإنتاجية والفعالية، مهما كان طبيعة عمل المؤسسة تحمل إلى مسميات معينة " كإدارة الموارد البشرية" أو " تنمية وتطوير الموارد البشرية" أو حتى لو لم يكُن لها مسمى على الإطلاق، فمن الضروري أن تطبق الرواسخ الأساسية لرفع الإنتاجية والأداء سوياُ.
ولذا كان هنالك ضرورة مُلحة لتوصل إلى أساس تقوم عليه إدارة الموارد البشرية في شتى حقولها، وتتحقق منفعة لمدراء والمختصين في شؤون الموظفين، والعاملين بشتى قطاعات المؤسسة، وكذلك الخريجون الجدد الذين يسعون إلى شق طريق النجاح وان يكونوا قادة في المستقبل القريب، ومدراء موارد بشرية لديهم اطلاع على كافة جوانب التطور واحد التقنيات ومواكبتها بشتى الوسائل المتاحة.