الوعي
يعتبر الوعي الحالة العقليّة التي يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق الّتي تجري من حولنا، وذلك عن طريق اتّصال الإنسان مع المحيط الّذي يعيش فيه، واحتكاكه به ممّا سيسهم في خلق حالة من الوعي لديه بكلّ الأمور التي تجري وتحدث من حوله، ممّا يجعله أكثر قدرة على إجراء المقاربات والمقارنات من منظوره هو وبالتالي سيصبح أكثر قدرةً على اتّخاذ القرارات التي تخص المجالات والقضايا المختلفة التي تطرأ له. والوعي أيضاً هو المحصول الفكري الذي ينضوي عليه عقل الإنسان، بالإضافة إلى وجهات النظر المختلفة التي يحتوي عليها هذا العقل والتي تتعلّق بالمفاهيم المختلفة التي تتمحور حول القضايا الحياتيّة والمعيشيّة.
الوعي قد يكون وعياً حقيقياً بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة حول الإنسان، إلّا أنّه قد يكون وعياَ مُضللاً زائفاً؛× فالوعي الزائف هو ذلك الوعي الذي لم يدرك الأمور على حقيقتها التي تجري عليها، مما سيجعل حكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكماً خاطئاً لم يستطع مقاربة عين الصواب بأيّ شكلٍ من الأشكال.
الوعي الزائف
يتشكّل الوعي الزائف بالعديد من الطرق، وهو كثير في وقتنا الحالي؛ إذ إنّ هناك العديد من العوامل التي اجتمعت معاُ واستطاعت خلق هذا الوعي لدى الناس، والّذين تنبّهوا لهذا الأمر هم قلّةٌ قليلة من الناس، إلّا أنهم لم يستطيعوا أن يعملوا على قلب الوعي الزائف إلى وعي ٍحقيقيّ لدى الناس، لتأثّر الغالبية العظمى من الناس بالمؤثّرات الّتي تخلق حالة الوعي هذه لديهم، وسيطرة العقل الجماعي على تصرّفات العامّة مما جعلهم يقبعون خلف قضبان هذا الوعي الأمر الّذي أثر وبشكل كبير على حياتهم.
من أبرز العوامل التي تشكّل الوعي الزائف لدى عامة الناس الإعلام؛ فالإعلام يكون موجّهاً في غالب الأوقات والأحيان لخدمة مصلحة معيّنة، فلا يوجد هناك إعلام نزيه عادل يعرض القضايا والأحداث بموضوعيّة مطلقة كتعرف على ما هى إلّا ما رحم ربي، لهذا السبب فينبغي عدم الاكتفاء بوسيلة إعلاميّة واحدة؛ بل يتوجّب مشاهدة الخبر أو سماعه من العديد من وسائل الإعلام حتّى تتضّح الصورة كاملة، فما أُخفي هنا سيتّضح هناك وهكذا.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثّر في وعي الإنسان بشكل عام هي: التعليم والمؤسسات الدينيّة؛ حيث إنّ هذه المؤسّسات تتجمّع مع بعضها البعض لتشكّل الوعي الذي قد يكون زائفاً وقد يكون حقيقياً، فالمؤسّسات التعليميّة والمؤسّسات الدينيّة لديها القدرة على إخفاء الحقائق وإظهار حقائق أخرى لقلب الموازين وخلق رأيٍ عام تجاه قضيّة معينة تماماً كما يفعل الإعلام. ولن نغفل في هذا المقام دور المؤسّسات العامّة والرسميّة والفن والمثقّفين والأدباء والكتّاب والعلماء؛ فكلّ هؤلاء يسهمون أيضاً في تشكيل الوعي العام.