لكلّ منّا روتين حياته الخاصّ به، فمنّا من يمارس مهنة ما، ومنّا من لا زالوا في مرحلة طلب العلم إمّا في المدارس أو في الجامعات، وهناك ربّات البيوت اللّواتي يسعين إلى بناء أسرهنّ السّعيدة. فكلّ شخص يختلف عن الآخر في طريقته في تمضيّة أيّامه وحياته، ولكن قد يمرّ كلّ منّا بمرحلة في حياته يفكّر في كسر روتينه وتغيير نمط حياته لكسر الملل.
لكسر الملل وتغيير روتين الحياة هناك أفكار كثيرة ومتنوّعة يمكن أن نقوم بها. أحياناً تكون التغييرات البسيطة التي نقوم بها في نظام يومنا كفيلة بتغيير الروتين وكسر هذا النّوع القاتل من الملل. فمثلاً أن تلعب لعبة مّا مع إخوتك أو أهلك في المنزل، سواء تحتاج إلى الحركة أو التفكير فكرة جيّدة لخلق نوع من الجوّ الترفيهي في المنزل. ودعوة الأصدقاء إلى منزلك وإقامة سهرة بسيطة مع بعض المسلّيات والمأكولات فكرة جميلة أيضاً، حّتى الخروج مع بعض الأصدقاء في أيّام العطل أحد هذه الأفكار.
قراءة إحدى الرّوايات لكتابك المفضّل، أو مشاهدة بعض الأفلام إحدى طرق ووسائل كسر الملل أيضاً. قد تفكّر أحياناً في عمل حديقتك الخاصّة إن كان هناك متّسع، والعناية بها يأخذ منك وقتاً وجهداً، وتمضي وقتاً ممتعا مع حديقتك التي تراها تكبر معك يوماً فيوم. وإن كنت تملك مهارة الكتابة، فلا بأس أن تقضي وقتاً في غرفتك وخلوتك تسجّل ذكرياتك وأيّام حياتك، لتعود إليها لاحقاً.
ممارسة الهوايات إحدى أروع الطّرق التي تعمل على كسر الملل وتجديد الحياة، فإن كنت تهوى عمل شيء ما، لا تتردّد أبداً في ذلك، فإنّ الوقت الذي تمضيه في ممارسة هواياتك قد يكون أمتع واحسن وأفضل أوقات حياتك، بعيداً عن المسؤوليّة. فلو كنت تحبّ ممارسة الرياضة، لا تتردد في التسجيل في نادٍ رياضيّ قريب من بيتك. وإن كنت تحب القراءة، فسجّل في أقرب مكتبة لديك، واقض اجمل وافضل أوقات فراغك فيها. وإن كنت تحب السّفر، فلا مانع من أن توّفر بعض المال خلال السّنة، وتقضي عطلتك الصيفيّة في أكثر الأماكن التي حلمت أن تزورها. حتّى لو كنت تحبّ الطّبخ، فما المانع من أن تقضي وقتك في المطبخ وأنت تحضّر طبقاً جديداً تبهر به عائلتك! الرّسم إحدى الهوايات الجميلة، التي تستطيع أن تنتج فيها فنّاً خلّاقاً إن كنت تمتلك موهبة الرّسم، فلم لا تشتري أدوات الرّسم التي تحتاجها وتمارس هوايتك؟
إنّ استغلال الوقت بطرق ووسائل مفيدة وتنظيمه بطريقة صحيحة، تتيح لنا فرصاً جيّدة لإنجاز العمل وتمنحنا قدرة أكبر على العطاء والمنح. فمن يستغلّ وقته في إنجاز أشياء مفيدة، وممارسة هواياته وعمل الكثير من الأنشطة الممتعة، هذا يساعده بشكل كبير في حلّ مشكلة الملل التي قد تواجهنا جميعاً في يوم من الأيّام. ولكن لتحسين قدرتنا على استغلال وقتنا وعدم تضييعه سدىً علينا أن نرتّب أهدافنا أوّلاً، وأن نضع الطرق وخطوات المناسبة لتحقيق هذه الأهداف خطوة بخطوة، وعليك أن تكتب برنامجاً يوميّاً يساعد في تنظيم أمورك، ولا مانع من الخروج عن الخطّة التي حضّرتها في بعض الأيّام.