نسمع دائماً عن سُكّر الجلوكوز Glucose أو كما يُعرف باسم سُكّر العنب grape sugar فتعرف ما هو إلا نوع من السُّكر النباتيّ الأصل فهو ناتج من عملية البناء الضوئيّ في النباتات الخضراء. وهو مُرتبط بجسم الإنسان فهو يُعرف أيضاًً باسم سُكّر الدّم Blood sugar، حيث إنّّ ارتفاعه في جسم الإنسان وبشكلٍ لا يمكن للجسم التحكم به يؤدي إلى بعض الأمراض مثل مرض السُّكري، وتبعات هذا المرض من آثار ضارة وخطيرة على العينين وعلى الأطراف والأعصاب وغيرها.
من المصادر الطبيعيّة لسُكّر الجلوكوز الفواكه مثل التين والعنب فهي غنيّة جداً بها وأيضاً يحتوي العسل على كميات من هذا السُكّر. يُعتبر سُكّر الجلوكوز مصدراً هاماً للطاقة فمُعظم الكائنات الحيّة من إنسان وحيوان تعتمد عليه في إمدادها بها لكي تستطيع خلايا أجسامها من القيام بوظائفها الحيويّة الهامة لكي تستمر في الحياة، وبالتالي فهي ضروريّة جداً لإعطاء الجسم ككُل الطاقة الكافية لكي يستطيع العمل والتحرك والتفكير وغيرها.
لسُكّر الجلوكوز تركيبة وبُنيّة كيميائيّة بسيطة جداً، وهي تُصنف على أنّها من الكربوهيدرات. ويتخذ سُكّر الجلوكوز الشكل البلوريّ ويكون لونه أبيضاً في حال كان صافياً وخالياً من الشوائب، أمّا عن درجة حلاوته فهو يُعادل ثلاتة أرباع درجة حلاوة السُكّر العادي الذي نستخدمه يومياً أو كما يُعرف باسم السكروز Sucrose، والذي يتم استخلاصه من قصب السُكّر أو الشمندر أو من بعض أنواع الفواكه الآخرى. وقد ساهم التركيب الكيميائيّ البسيط لسُكّر الجلوكوز على كونه قابلاً للإمتصاص بسهولة من قِبَل الدّم من الأمعاء.
أمّا في المصانع وبشكلٍ تجاريّ يتم الحصول على الجلوكوز عن طريق مُعالجة النشا وذلك باستخدام نوع معين من الأحماض وتحت تأثير ونتائج الضعط من قِبَل البُخار، وبعد أن يتحول النشا كاملاً إلى سُكّر الجلوكوز يتم تسمية المُنتج بالدكستروز أو Dextrose ويُباع تحت هذا الإسم. في العالم الغربيّ يتم أحياناً إنتاج سُكّر الجلوكوز من مجموعة آخرى من المواد السُكّريّة وهذه تسمى وتباع تحت اسم شراب القمح.
أمّا في جسم الإنسان فإنّ الجلوكوز والذي يفيض عن حاجة الجسم يتم تخزينه في الكبد فيما يُعرف باسم الجليكوجين Glycogen من خلال تفاعلات وعمليات مُختلفة، ويُخزن هذا السُكّر أيضاًً في العضلات وذلك لحين الحاجة إليه. ومن خلال عمليات وتفاعلات آخرى وبعد نفاذ الجلوكوز من الدّم وعند حاجة الجسم له فإنّ الجليكوجين الموجود في الكبد يتكسر ويُنتج الجلوكوز، وإذا نَفِذَ المخزون من الجليكوجين في الكبد يتم أخذ المخزون منه في العضلات وهكذا.