الدّيانات الإبراهيميّة هي الديانات التي جاء بها رسل من ذريّة رسول الله إبراهيم – عليه السلام – كما أنّها سميت بهذا الاسم نظراً إلى أنّ ثلاثتها تجلّ رسول الله إبراهيم وتعطيه قدراً عالياً، بالإضافة إلى أنّ الشرائع التي جاءت بها هذه الديانات هي تحوير وتغيير على شريعة إبراهيم – عليه السلام –؛ فالتشريعات منبثقة من تشريعات إبراهيم. هذه الديانات ثلاث، الأولى هي: الديانة اليهودية الّتي جاء بها رسول الله موسى كليم الله – عليه السلام –، والديانة المسيحيّة التي جاء بها رسول الله عيسى المسيح – عليه السلام – وأخيراً وهي الديانة الإسلاميّة التي جاء بها رسول الله الأعظم محمد – عليه السلام -.
الديانة اليهوديّة
تعد الديانة اليهودية إحدى أقدم الديانات الإبراهيمية الثّلاث والتي تعود إلى مؤسّسها موسى – عليه السلام -، وهي لا تزال إلى يومنا هذا موجودةً ومستمرّةً ومنتشرة؛ حيث يبلغ عدد أتباع الديانة اليهودية ما بين 13 – 15 مليون يهودي في العالم أجمع. وأوّل من أطلق اسم اليهوديّة على عقيدة اليهود هو فلافيوس، بعد المقارنة مع الهيلينيّة وهي عقيدة السكّان في مقاطعة يهودا. ومن الما هى اسباب الأخرى لإطلاق اسم اليهودية هو أن التهوّد يعني التوبة إلى الله تعالى وهذا واضح جليّ من القرآن الكريم بقوله تعالى " إنا هدنا إليك "، حيث إنّ " هدنا " هنا في هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف تعني الرّجوع والتوبة إلى الله ربّ العالمين.
الفرق بين اليهوديّة والصهيونيّة
هناك فرق كبير بين اليهوديّة والصهيونية؛ فاليهوديّة كتعاليم هي واحدة من الديانات السماويّة الثلاث التي تدعو إلى عبادة الله تعالى الواحد الأحد الفرد الصمد، والتي تؤمن بأن الله تعالى هو مصدر الرحمة والعدل والمحبّة، وأنّ الناس جميعهم سواسية وخُلقوا ليعاملوا برحمة واحترام وكرامة إنسانيّة، وهذا هو ما تدعو إليه الأديان الأخرى المسيحيّة والإسلاميّة، أما الصهيونيّة فهي حركة من الحركات اليهوديّة، وهي حركة قوميّة برزت حديثاً وانطلقت من القارة الأوروبية وهي مرتبطة بفكرة العودة إلى الموطن الأصلي واتخذت الطابع العنصري والسياسي وبدرجة كبيرة جداً ممّا جعل أتباعها يرتكبون المجازر في فلسطين باسم قيام دولة إسرائيل.
ويجب التمييز أيضاً ما بين التعاليم الدينيّة والتصرّفات البشرية؛ فالأنبياء كانوا أرحم الناس وأعدلهم، وكانوا مثالاً يحتذى لكافّة البشر، إلّا أنّ الأتباع هم بشرٌ فمنهم من هو رحيم ومنهم من هو سيّء يمتلئ قلبه بالعنصريّة وكراهيّة الآخر، وهناك مِن أتباع الديانات الإبراهيميّة وباقي الديانات من حاد قلبه عن النهج القويم لديانته واتّخذ صفة الإرهاب، لهذا السبب فإنّه ينبغي التمييز بين الدين الحقيقي الصّافي الذي نزل من عند الله تعالى على رسوله الموكّل بهذا الدين، وبين التصرّفات البشريّة العاديّة التي تخضع للصواب والخطأ.
