الثقافة
أخذت كلمة الثقافة مناحٍ عديدة في تفسيرها، وعمل كلّ عالم على إنشاء تعريف ومعنى جامع مانع لها، واختلف على أنّها تعني المعرفة، أم هي نيل الدرجات العلميّة المختلفة، أم هي التمدّن والمدنية، وسنحاول في هذا المقال تحديد تعرف على ما هى الثقافة بشكلٍ أساسي وواضح.
تعريف ومعنى الثقافة
الثقافة في معناها البسيط: سلوكٌ يكتسبه الأفراد من المحيط كالعادات والتقاليد المجتمعية، ومعرفةٌ يستمدّها الأشخاص من خلال تعاملهم مع مجتمعات مختلفة، وهي أيضاً إلمامٌ بجميع المعارف والعلوم والقواعد الكونية، كأن يكون الفرد ملماً بعلوم الأدب، والسياسة، والفلسفة، والفنون، علوم الرياضيات والفيزياء، والكثير من العلوم العلمية والطبيعية والأدبية والتاريخية، بالإضافة لمعرفته بقواعد وقوانين المجتمعات المختلفة، والقدرة على تطبيق مثل هذه القواعد في الوقت والمكان المناسب، وهنالك تعريف ومعنى مقتضبٌ للثقافة يشير إلى ضرورة معرفة الفرد بلغةٍ غير لغته الأم.
طريقة انتقال الثقافة
من الطبيعي أن تنتقل الثقافة بسرعة شديدة عند اعتمادنا بأنها سلوك، فأول وسيلة تنتقل بها الثقافة الجينات الوراثية، وقد تنتقل الثقافة من خلال الاختلاط والتعامل مع المجتمعات والأفراد المختلفة، بحيث يفرض على الفرد التعامل بثقافة معينة أو التحدث بمعرفة خاصة تهم تلك المجتمعات دون غيرها، ويمكن أن تنتقل المعرفة بأبسط طريقةٍ وهي التلقين، مع تقبّل المعرفة وتنفيذها كما هي، ومن الجدير ذكره أنّ وسائل التواصل الاجتماعي والتطوّر الهائل الذي صاحب ظهور الإنترنت جعل من الثقافة خاصيّة في متناول الجميع، ومع هذا كله يبقى هنالك خصوصية لبعض الثقافات التي لا يتقبّلها أفراد مجتمعاتٍ أخرى، لاعتبارات دينية، أو أخلاقية، أو سياسية، وفي الغالب الأعم تنتقل الثقافة الأسهل بطريقةٍ أسرع من الثقافة المعقّدة.
وسيلة تداول الثقافة
الحاضنة الأساسية للثقافة هي اللغة، وبدون اللغة لا يمكن للثقافة أن تنتشر وتزدهر وتتطوّر، فللغة قدرة على نقل الثقافة من خلال الكم الهائل من الألفاظ والمصطلحات والمفردات والتراكيب، التي تترتب ضمن منظومة علوم الصوت والصرف والدلالة والنحو، لكي تعبّر عن الثقافة باجمل وافضل الطرق ووسائل وأفضلها، وتوصلها للآخرين، كي تلامس قلوبهم وعقولهم.
الضعف الثقافي
الضعف الثقافي أو ما يعرف بالهوان الثقافي، مصطلح جديد ظهر في التسعينيات، يؤكد وجود ضعف ثقافي موازٍ للتطور الثقافي وانتشاره، وهذا يأتي نتيجة لعدّة عوامل منها:
- الكسل والخمول في مجارات التطور الناتج عن الجهل العلمي والمعرفي.
- اعتبارات مجتمعية متأصلة في أذهان الأفراد.
- اعتبارات دينية، أو اقتصادية تمنع وجود ثقافة ومعرفة، أو تحدّ من أخذ المعرفة وتطويرها.
- العبء اليومي الواقع على كواهل الأفراد.
- التوجهات السياسية، والعنصرية الشديدة.
- العبء الوظيفي، أو الدراسي الذي يحصر الأفراد ضمن أساليب حياة نمطية.