تتعدّد العلاقات في الحياة وتتغير من شخص لآخر، فهناك العديد من الأشخاص الّذين يدخلون السعادة في القلب بمجرّد رؤيتهم، كما يوجد أيضاً العديد من الأشخاص الذين نتمنى عدم مقابلتهم أو التكلم معهم، ولكن لا يمكن عدم التعامل معهم وخاصّةً إذا كانوا أصدقاء في العمل، أو جيراناً لنا؛ ففي هذه الحالة علينا التعامل مع هؤلاء الأشخاص بحكمة حتى لا نتسبّب بالمشاكل وعيوب والعداوة.
طريقة التعامل مع الأشخاص الذين لا نحبّهم
- إذا كان الشخص المكروه من زملاء العمل من الاحسن وأفضل أن نكتم ما في قلوبنا من كره، ومعاملته بشكلٍ رسمي ضمن لائحة العمل؛ حتى لا نتضرر في عملنا أو لا نخسر العمل بشكل كامل؛ حيث إنّ بعض الخلافات في موقع العمل يمكن أن تؤدي إلى؛ الفصل من العمل، أو النقل من مكان إلى آخر، أو وضع نقطه سوداء تعني سوء السلوك في ملف عملنا، لذلك لا بدّ من إخفاء هذا الكره والتعامل بشكل رسمي ضمن قائمة العمل إلى أن ينتهي الدوام.
- إذا كان الشخص المكروه من الجيران؛ ا ننسى أن الرسول - صلّى الله عليه وسلم- قد أوصى بسابع جار؛ لذلك علينا أن لا نتسبّب بأي أذى لهذا الجار ولكن بنفس الوقت لا نتعمق بالعلاقة معه؛ كالخروج معاً، والأكل معاً، وغيرها، بل تكون العلاقة سطحية تتضمن رد السلام حال رؤيته ليس أكثر، ومساعدته وقت الحاجة لا مانع منها؛ فهي تبقى في ميزان حسناتنا؛ فقال الله تعالى:(والكاظمين الغيظ)، ففي هذه الحالة لا نضغط على أنفسنا بمصاحبة من نكره، وبنفس الوقت لا ندع الكره يمتدّ لمشاكل وعيوب أوسع.
- إذا كان الشخص المكروه من الأهل؛ ففي هذه الحالة قد لا نستطيع أن نجعل علاقتنا به سطحية خصوصاً إذا كان من الأهل المقربين وكثيري الزيارة لنا ولعائلتنا، هنا علينا الاتّصاف بالمجاملة والتحلي بالصبر؛ فإنّ العداوة هنا إذا اتسعت من الممكن أن تؤثر على العائلة بأكملها وتتقسم إلى أقسام. بإمكاننا تجنب الحديث بشكل واسع ووضع حواجز غير مرئية، وهذه الخطوة تحتاج إلى ذكاء بتصرفاتنا؛ حتى لا نلفت انتباه أحد لكرهنا لهذا الشخص.
ممّا سبق يتبيّن أنّه من الاحسن وأفضل أن لا يَعرف الشخص الذي نكرهه بهذه المشاعر التي نبديها له؛ بل علينا أن نترك وراءنا دائماً السمعة الطيبة من خلال تعاملنا الجيد مع الناس على الرّغم من عدم حبنا للبعض، فلن نستفيد من إظهار هذه المشاعر إلا ببدء المشاكل، وفتح المجال للمنافقين بالكلام والتخريب؛ فالعلاقة السطحية والاحترام احسن وأفضل من البلبلة والفتنة والمشاكل، فلا نردّ الإساءة إلا بالحسنة، ولا نُصغي لناقل كلام، ولا نتكلم وراء ظهر أخينا.