هدوء الأعصاب
كثيراً ما نصادف في حياتنا الشخصيات الهادئة باردة الأعصاب، حيث تتميّز هذه الشخصية بندرة انفعالاتها السلبية وحتى الإيجابية نحو أي فعل تجاهها سواء كان عظيماً أو تافها، بينما نرى الشخصيات العصبية التي تظهر انفعالاتها السلبية نحو أي فعل تجاهها أو تجاه غيرها مهما كان تافهاً وبسيطاً، عادةً ما تتسبب هذه الانفعالات غير المدروسة بالكثير من المشاكل وعيوب والمشاحنات بينها وبين من يتعاملون معهم، فتصبح منبوذة وغير محبب التعامل معها، لتجنّب انفعالاتها المسيئة للآخرين في معظم الأحيان.
تعلم هدوء الأعصاب
هدوء الأعصاب فن لا يتقنه سوى فئة قليلة جداً من الناس، عادةً ما تكون هذه الفئة خالية تماماً من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، نظراً لهدوئهم وقلة انفعالاتهم، كما تزيد نسبة ظهور هذه الأمراض لدى الشخصيات العصبية لما يتعايشون معه بشكل يومي من ضغط نفسي وانفعالات شديدة، يتطلب التحول من الشخصية العصبية نحو الشخصية الهادئة العمل بالأمور التالية:
الإحسان إلى الآخرين
ربط الله سبحانه وتعالى بين كظم الغيط والإحسان إلى الآخرين والعفو، وجعل لمن يتحلى بذلك أجر عظيم ليس كمثله أجر، وهو الحصول على محبة الله تعالى، بقوله تعالى " والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" ( آل عمران: 134 )، يساعد العفو عن الإساءة والإحسان للآخرين على تعلّم هدوء الأعصاب.
الاسترخاء
الالبحث عن الأمور التي تساعد في تهدئة الأعصاب والاسترخاء وممارستها عند الشعور بالعصبية وعدم القدرة على التحكّم بالانفعالات السلبية، كممارسة اليوغا أو السباحة أو قراءة القرآن أو التسبيح أو الاستماع للموسيقى الهادئة، من الممكن الاستعانة بالشهيق والزفير العميقين لتهدئة الأعصاب، حيث أكّدت الكثير من الدراسات فعاليتها.
الأفكار البناءة
تتميّز الشخصيات الهادئة بأفكارها الإيجابيّة البنّاءة، البعيدة كلّ البعد عن الأفكار السلبية والناقدة، فتبديل المشاعر السلبية بأخرى إيجابية والاقتناع بها وتبنّيها في الحياة اليوميّة يساعد على الحصول على أعصاب هادئة، وتجنّب بواعث التوتر والعصبية المختلفة.
تجنب التعب والإرهاق الشديدين
التعرض لساعات العمل الطويلة والضغط النفسي والجسدي في العمل والبيت يؤدّي إلى تراكم مشاعر السلبية التي تتفجر من حين إلى آخر بردود الفعل العصبية، لتجنّب ذلك من المهم الابتعاد عن التعرض للجهد والتعب والإرهاق لساعات طويلة، والحصول على استراحة من الحياة العملية من وقت لآخر، بهدف تجديد النفسية والنشاط.
العلاج
تتسبب آلام الرأس وأوجاع الجسم المختلفة بالعصبية غير المبررة، والحصول على العلاج و دواء المناسب يساعد في التخلّص من العصبية، أما في الحالات المستعصية فمن الممكن الالبحث عن العلاج و دواء النفسي من قبل مختصين في هذا المجال.