الحفاظ على هدوء الأعصاب
لا شكّ أنّ كلّ واحد منّا مرّت به ظُروفٌ مُختلفة حملت في طيّاتها مُختلف المشاعر من الحُزن، والفرح، والغضب، والقلق، والهمّ إلى غير ذلك من المشاعر المُرتبطة بتلك الأحداث، وعلى الإنسان العاقل والمؤمن بربّه أن يكون قليل التأثّر لتصاريف الدُّنيا وتقلّباتها، فهي شديدة التغيّر بين غِنىً وفقر وبين عزٍّ وذلّ وبين حياةٍ وموت.
إذا أحدثت كُلّ نقلة من نقلات الحياة لديك شرخاً نفسيّاً فسوف تبقى في دوّامات الصراعات النفسيّة، وأمّا إذا فهمت حقيقة الحياة وطبيعتها المتقلّبة هانت عليك الظُروف وتغلّبت على الصعاب وابتسمتَ لأَمَرِّ مُرِّها.
هُناك من المواقف ما يُثير حفيظة الإنسان ويُشعل عندهُ نار الغضب ويجعله يغلي أحياناً كالمِرجل، ويتفاوت النّاس في ردّة الفعل الناجمة عن الغضب، فمنهُم من يستشيظُ فوراً وكأنّهُ بُركان ثائر ومنهُم من يتروّى ويأخذ الأمور بهدوء أعصاب وضبط للنفس.
ضبط الأعصاب والمُحافظة على توازنها أمر في غاية الأهميّة فهوَ يمنح الإنسان الراحة والطمأنينة في حياته ويجعلهُ أكثر صحّة وعافية، لذا سنحاول تسليط الضوء على طريقة ضبط الأعصاب أو ما يُعرف بهُدوء الاعصاب.
طريقة الحفاظ على هُدوء الأعصاب
- حققّ السلام الداخلي بينك وبين ذاتك، تَصَالح مع نفسك، اعقد جلسةً حوارية هادئة بينك وبين أفكارك المُتلاطمة والهائجة أحياناً، فكّر مليّاً في مصيرك لو استسلمت لغضبك المُتكرر، اطرح تساؤلات على نفسك: ما الذي ستجنيه من الغضب وسُرعة الانفعال؟ وبلا شكّ ستصل إلى حلّ نفسيّ يرسو بك على شاطىء الراحة وهنيئاً لمن صنع السلام مع نفسه قبل أن يصنعه مع غيره.
- انظر في عواقب الأمور دائماً، وضعها نُصب عينيك، فأنت إذا لم تكُن هادئ الأعصاب وكُنت سريع الغضب فُربّما أسأت إلى أحدهم فتجاوزت في الإساءة لفرط اشتعال نارك فكانت الإساءة إليه سبباً في جرّ الويلات والمتعاب لك ولعائلتك، وكثيراً ما نسمع عن أُناس قضوا سنين حياتهِم في السجون نتيجة لثورة غضب غير محسوبة فكانت الدقائق القليلة التي خرجَ بها عن صوابه سبباً في جلوسه عشرات السنين في السجن أو ربّما الموت.
- فكر بطريقة إيجابية تقوم بحل جميع الأفكار السلبية التي تخطر على بالك، فلو خطرَ على بالك أنّك ستصرخ في وجه طفلك لأنّهُ كسرَ كأس ماء مثلاً أو حدّثتك نفسك بأن تضربه فحاول مُباشرة أن تُغيّر الفِكرة فتقوم إليه وتؤدبه بلطف وتُعلّمه بأسلوب حكيم أنَّ هذا التصرّف خاطىء وبالتالي تكون قد علّمته وضبطت أعصابك فلم تؤذِه.
- لا تجُالس الأشخاص الذين يسببون لك المشاعر السلبية أو الذين يوصفون بالاستفزاز.
- حاول أن تسترخي وأن تأخذ نفساً عميقاً فالتنفّس العميق والهادىء يُساهم بشكل كبير في ضبط الأعصاب، وحاول أن تتأخر في القيام بردّة الفعل، فهناك الكثير من الناس يتمتعون بالأناة وجاءت نتائج أفعالهم بآثار رائعة وجميلة نتيجة التأنّي، والصبر، والهُدوء.