المهارات
نرى على الدّوام من حولنا وفي شاشات التلفاز العديدَ من الأشخاص الموهوبين حول العالم، فهنالك من نتطلّعُ إلى مهاراتهم القيادية، وهنالك آخرون ماهرون في الرياضة أو الموسيقا أو غيرها من المهارات المختلفة، فيحسدهم الجميع لمَلَكاتِهم؛ فالعديد منّا يظنّ أنّ مثل هذه المهارات يكتَسبُها المَهَرةُ منذ ولادتهم عن طريق الوراثة دون تعبٍ على الإطلاق، لكن هذا أمرٌ خاطئٌ جداً، فالمهارات لا تأتي من فراغٍ.
أثبتت الدراسات وجود جانبٍ وراثيٍّ في المهارات المختلفة لدى الإنسان، ولكنّ هذا لا يتعدّى شرارةً صغيرةً من الممكن أن تكبر أو تنطفئ ، حسْبَ تعامل الإنسان معها، فإنْ حاول الإنسان قدْرَ الإمكان رعاية هذه الشرارة وتزويدها بالوقود اللازم، فإنّها ستكبر لتصبح ناراً عظيمةً تشعُّ عن مهاراته، وإن تركها فإنّها ستنطفئ قبله.
إنّ أوّلَ ما يهمُّ في عمليةِ تنمية المهارة هو اكتشافُها، فينبغي أن تدركَ هذه المهارة التي تتمتع بها ، فليس كلُّ ما تَبْرَعُ به هو مهارةٌ من مهاراتك؛ فقد تكون بارعاً في العديد من الأمور نتيجةَ التدريب المستمر وتعاملك معها لفترةٍ طويلة، ولكن ليس من الضرورةِ أن تكون تلك واحدةً من مهاراتك.
تنمية المهارة
تنمية مهاراتك تكونُ بالتدريب المستمر، فقد أثبتت جميع الدراسات أنّ التدريبَ هو الطريقة الوحيدة لتصبح متمكناً ممّا تريد إتقانه، وقد وجدت الدراسات أنّه يلزم أيّ شخصٍ 10000 ساعة من الممارسة ليصبح محترفاً فيما يريدُه مهما كانت هذه المهارة، وعليك استغلال هذه الساعات التي تقضيها بالتدريب.
إنّ أيّ مهارةٍ تتكون من أساسيات يبني عليها الإنسان ما بعدها وهي التي تبدأ تدريبك بها، فإن كان الأساس ضعيفاً لن تتمكن من تكوين بناءٍ قويٍ ومرتفعٍ عليه وهنا تكمن أهميّة الأساسيات في تنمية المهارات، وعلى التدريب الذي تُنمّي مهارتك عن طريقه أن يكون دائماً على مستواك الحالي فيشكل تحدياً لك دائماً، فإن كنت تمتلك مهارةً في الرياضيات على سبيل المثال لن يزداد مستواك فيها إن أمضيت وقت تدريبك دائماً في عمليات الحساب الرئيسية كالجمع والطرح، وإنّما عليك أن تتجاوز هذه الأمور بعد إتقانها إلى المراحل التي تليها.
معرفة أسرار المهارة
عليك أن تعرفَ أسرار مهارتك المختلفة لتنميتها؛ وذلك عن طريق القراءة أو الاستعانة بالخبراء المَعْنيين بذلك، ومن ثمّ التدرّب على هذه المهارة بحيث يمسّ تدريبك مهارتك بشكلٍ مباشرٍ أيضاً، من الأخطاء الحاصلة التدرّب على المهارة عن بعدٍ عن طريق القراءة أو التخيّل فقط، فإن كانت مهارتك التي اكتشفتها هي التحدثُ أمام الجمهور، فلا بدّ أن تشعر في البداية ببعض التوتر، عندما تكون الأنظارُ شاخصةً إليكَ قاطبةً، ولن تتغلّبَ على هذا الشعور بِتَخيّل ذلك أثناء التحضير فقط، فلن تستطيع استحضار الشعور بالرهبة عند التحدث أمام الجمهور، وتسخيره في صالحك إلّا إن عشت التجربة.