جدول المحتويات
الثقافة
الثقافة من مظاهر تقدم المجتمعات والأمم، وكلما زاد تحضر الشعب كلما زاد عدد مثقفيه، وكلما اعتنت بهم الدولة ويسرت لهم السبل من أجل ممارسة حريتهم في البحث والإبداع للعمل على تقدم الدولة في مختلف النواحي العلمية والاقتصادية، والإنسان المثقف هو الشخص القادر على العمل بشكل جديد ومبتكر في الحياة الشخصية والفكرية من أجل تحسين عملية المعرفة ونقدها، كما أنه يتمتع بالعديد من الملكات الخاصة التي تتيح له الاندماج مع مختلف النظريات العملية والفنية والخروج بآراء مستقلة ومبدعة.
طريقة كيف يصبح الإنسان مثقفا
- هناك العديد من النواحي العقلية والعملية التي يجب على الشخص تطويرها من أجل التمتع بصفة المثقف، والمثقف في اللغة العربية هو الحاد القادر على الاختراق كالسهم المسنون، لذا فإن الطريق إلى الوصول إلى تلك الحالة ليس بالسهل ولا بالمفروش بالورود، وإنما يتطلب العمل الدؤوب والاجتهاد في تطوير النفس وتحسين المستوى العقلي.
- أهم ما يميز الإنسان المثقف هو كثرة قراءاته، وتغطيتها لمختلف النواحي الفكرية والعملية، حيث إن ذلك يتيح للمثقف الربط بين المعلومات المختلفة من مصادر متنوعة وربما متباعدة، واستخلاص النتائج بسهولة نتيجة قواعد المعلومات المحفوظة في ذهنه، كما أن المنهج التحليلي يحتل دورا هاما في تلك العملية، يجب أن تقسم القراءة لشقين، أولهما في مجال التخصص الواسع الذي يمارسه الفرد والعمل على التعمق في أدق تفاصيله للوصول إلى درجة عالية من المعرفة والاحترافية، والثاني يشمل باقي العلوم المتصلة بمجال التخصص وغيرها من المعارف التي تضيف إلى العقل، علما بأن المعرفة كل واحد لا ينقسم.
- بالإضافة إلى القراءة المستمرة، فإن المثقف من الأشخاص الذين يتابعون مختلف الأحداث التي تجري على الساحتين المحلية والدولية، وذلك بالحصول على المعلومات من مصادر مختلفة للوصول إلى الصورة الأقرب للحقيقة، وذلك يتيح له القدرة على التواصل مع مختلف الآراء وفهم الآخرين بسهولة ومناقشتهم من أرضية مشتركة تؤدي إلى التقارب في وجهات النظر وليس الخلاف والتناحر.
- التواصل سمة المثقفين الحقيقيين، حيث إن الكثير من مدعي الثقافة والتحضر يتعالون على غيرهم ممن هم أقل منهم معرفة، ويقررون الابتعاد عن مشاركتهم في مناقشاتهم أو حتى تفنيد آرائهم، متناسين أن الخبرات الحياتية والتجارب من أهم عوامل الثقافة، وأن ثقافة عموم الناس هي التي تمثل الشعب وليست الحالة الأعلى من الثقافة الخاصة بالمتعلمين والفنانين، هناك العديد من المساحات التي تتيح التواصل مع الآخرين بدء بمواقع التواصل الاجتماعي التي يقول خبراء علم النفس أنها لا تعبر بالضرورة عن الآراء الحقيقية للأشخاص، ووصولا إلى الاحتكاك اليومي بالناس في مختلف المواقف ومعرفة آرائهم في القضايا المختلفة دون الاكتفاء بما يرد في وسائل الإعلام.