قال الله تعالى في كتابه العزيز : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " . صدق الله العظيم [ سورة الحجرات آية رقم ( 13 ) ] .
خلق الله تعالى الذكر و الأنثى على كوكب الحياة " الأرض " ، و ذلك ليتعارفوا و يجتمعوا ، و بعد ذلك ليتزاوجوا و ليعمروا الأرض ، بالنسل و المواليد ، فتبدأ سلسلة النسل بالتكاثر شيئا فشيئا ، فتتكون بداية الأسرة النووية " الأسرة الصغيرة " ، المكونة من الأب ، و الأم ، و الأبناء فقط ، حيث يعيشون باستقلال تام عن كل من هم حولهم ، و يستمر الحال كذلك إلى أن تتكون الأسرة الممتدة ، التي تعرف في مجتمعنا الأردني " بالعشيرة " ، حيث تتعدد العائلات تحت العشيرة الواحدة ، و تتشابك الأنساب ، و يتم التزاوج بين أفراد العشيرة الواحدة .
أوصانا الرسول الكريم " محمد – صلى الله عليه و سلم – " ، بصلة الرحم و زيارة بعضنا بعضا ، حيث قال في الحديث الشريف : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليصل رحمه ، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " . صدق رسول الله – صلى الله عليه و سلم - ، و اعتبر الرسول عليه الصلاة و السلام بأن صلة الرحم ، تدل على قوة الإيمان بالله ، و اليوم الآخر ، و بأن ترك صلة الرحم ، تدل على ضعف الإيمان ، و ضعف صلة العبد بربه ، كما حرم الله عز و جل قطع الرحم ، و يعتبر قطع الرحم من الكبائر ، حيث قال الله عز و جل في القرآن الكريم : " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " صدق الله العظيم .
و قال الله عز و جل في كتابه العزيز : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " صدق الله العظيم ، سورة محمد ، آية رقم ( 22) . و تدل الآية الكريمة على أن قطيعة الرحم ، تعني الإفساد في الأرض ، و هذا تحذير للمؤمنين بأن يحرصوا على صلة الرحم، صلة الرحم تطيل الأعمار ، و تزيد الأرزاق ، و توصل الدعاء للسماء السابعة فعلى كل مسلم و مسلمة أن يكثر من الدعاء ، ليدفع عنه البلاء ، و ليغير الله الحال لما يحبه أن يحدث عليه حاله الجديد .