بيشوب روك أصغر جزيرة في العالم
تتعدد الجزر الصغيرة الموجودة على سطح الكرة الأرضية، إلا أن أصغرها على الإطلاق حسب كتاب غينيس للأرقام القياسية، هي جزيرة بيشوب روك، أو كما تعرف باسم جزيرة صخرة المطران، وبالرغم من مساحتها التي لا تتعدى الأمتار القليلة، إلا أن بناء صرح عليها منحها تسمية جزيرة.
الموقع والمساحة
تقع جزيرة بيشوب روك في القارة الأوروبية، في مياه المحيط الأطلسي، إلى الجهة الشمالية منه، وهي إحدى جزر المملكة المتحدة البريطانية والتي تبعد عنها مسافة تقدر بأربعين كيلومترا، وتعرف ضمن مجموعة جزر سيلي الإنكليزية، حيث تبعد أربعة أميال فقط عن جزيرة سيلي كورنوال.
يبلغ طول هذه الجزيرة ستة وأربعين مترا، أما عرضها فإنه يبلغ ستة عشر مترا فقط، وعندما تضربها الأمواج المحيطية، يختفي جزء كبير من مساحتها.
منارة بيشوب روك
إن جزيرة بيشوب روك من الناحية الجغرافية ليست إلا صخرة حجرية في قلب الماء، ويمكن أن تسع الجزيرة لبضع أشخاص فقط، وتحيط بها عدة صخور ذات رؤوس حادة، والتي أدت إلى تدمير العديد من السفن وغرقها، وكان لغرق قائد الأسطول الإنكليزي السير كلوديسيلي وبرفقته ألفين من رجاله في عام ألف وسبعمئة وسبعة ميلادي بالقرب من هذه الجزيرة، الأثر الكبير في نفس أخيه الأكبر، ونظرا لكونه فردا من أفراد العائلة الملكية، فقد قرر هذا الأخ أن يتم بناء منارة على هذه الصخرة، تلافيا لغرق المزيد من السفن.
يبلغ ارتفاع هذه المنارة حوالي تسعة وأربعين مترا، وقد أشرف على بنائها كبير المهندسين جيمس ووكر، وقد رصدت المملكة المتحدة البريطانية آنذاك مبلغا قدره اثنا عشر ألف جنيه استرليني كتكلفة لبناء هذه المنارة، وكان ذلك في عام ألف وثمانمئة وسبعة وأربعين للميلاد.
واجه جيمس تحديات عظيمة وصعوبات بالغة رافقت عملية بنائها، حتى تكون متينة وحصينة، كي تتصدى لهجمات أمواج البحر التي تضربها بقوة، فمن المعروف أن قوة ضربات الأمواج الأطلسية في هذه البقعة تزيد عن سبعة آلاف باوند في كل قدم مربع، ناهيك عن حجم الجزيرة الصغير، إضافة لصلابة أرضها الصخرية، والتي واجه طاقم العمل صعوبة كبيرة في تثبيت أسياخ الحديد في جوفها، وبالرغم من العمل الشاق والمجهود الجبار، فقد ضربتها إحدى العواصف البحرية في يوم الخامس من شهر شباط لعام ألف وثمانمئة وخمسين ميلادي، لتقضي عليها فتنهار كاملة.
في عام ألف وثمانمئة وثمانية وخمسين للميلاد، تم الانتهاء من بنائها مرة جديدة، بعد أن استغرق العمل فيها ثماني سنوات كادت أن تهلك الطاقم القائم على بنائها بالكامل، والجدير بالذكر بأن جزيرة بيشوب روك هي واحدة من أصل مئة وخمسين جزيرة أخرى، التي تحيط بالمملكة المتحدة البريطانية.