الغيوم
الغيوم أو السحب هي المصدر المائي الأساسي للكائنات الحية، ولذلك اهتم العلماء قاطبة على مر الزمن لفهم طريقة تشكل هذه السحب، وتعرف على ما هى العوامل التي تساعد على تشكلها، وتعرف على ما هى الما هى اسباب التي تؤدي إلى تساقط الأمطار من هذه الغيوم، وهنا سنعرض لكم آخر الدراسات التي توصل لها العلماء في تفسير هذه الظاهرة.
الغيوم هي عبارة عن تجمع لقطرات الماء الصغيرة جدا في مساحة معينة في الغلاف الجوي، حيث إن المتر المربع من الهواء يحمل 100 مليون قطرة من هذه القطرات الصغيرة، وكذلك لا يقتصر الأمر على قطرات ماء، وإنما أحيانا تكون هذه الغيوم حاملة معها ذرات الثلج أو البرد، والذي تكون بسبب تدني درجات الحرارة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
آلية تشكل الغيوم
بواسطة العوامل الجوية والمناخية، الرياح وأشعة الشمس تبدأ عملية التبخر من المسطحات المائية، كالبحار، والبحيرات، والأنهار، وكذلك تنتج الكائنات الحية كميات من بخار الماء وخاصة النباتات، حيث إن كمية المياه المتبخرة سنويا من البحار تقدر بـعشرة آلاف مليار غالون، وكذلك تنتج شجرة كبيرة واحدة ما يقارب مائة غالون من الماء إلى جو الأرض يوميا.
إذا فكل هذه العوامل التي ذكرناها تعطي وتنتج الماء على شكل بخار غير مرئي إلى جو الأرض، ولكن ما الذي يساعد على تشكل هذه السحب التي نراها تطوف في السماء؟
إن بخار الماء غير المرئي يكون حولنا وفي الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وكذلك يوجد حولنا وفي تلك الطبقات العليا أيضا جزيئات أخرى متطايرة وغير مرئية من ذرات الغبار، حيث إن هذه الجزيئات الغبارية تسمى بالضبوبات (الأيروسولات) أو ما يعرف بالهباء الجوي.
تشكل الرياح عاملا مهما في عملية تحريك هذا الهباء الجوي وقطرات بخار الماء، فتهتز وتلتصق ببعضها البعض إذا أصبحت درجات الحرارة منخفضة، وهذا ما نحسه في الغلاف الجوي في الأعلى، فمع زيادة الارتفاع تنقص درجة الحرارة، ومع نقصان درجة الحرارة تزداد عملية التصاق ذرات الماء مع الهباء، وهذه العملية تسمى بعملية (التكثف).
بعد فهم آلية تكثف البخار، وطريقة التصاق قطرات الماء غير المرئية ببعضها البعض، فإننا سنبدأ برؤية الغيوم، وذلك لزيادة التكثف للماء، وهنا أصبحت هذه الغيوم متشكلة، ولكن هل من عوامل أخرى تؤثر في عملية تشكل الغيوم؟ نعم بالتأكيد، حيث إنه كلما زاد تشبع الهواء بكميات البخار فإننا سنلاحظ تشكل الغيوم.
كتعرف ما هو معلوم بعلم الكيمياء، أن المواد السائلة والغازية كلما زادت درجة حرارتها فإن قدرتها ستزيد على إذابة مواد أخرى بداخلها، والعكس صحيح، حيث إن انخفاض درجات الحرارة تقلل من قدرتها على الإذابة، وبما أن البخار هو عبارة عن ماء مذاب في الهواء، إذا فإن عملية التكثف ستزداد في حال انخفضت درجات الحرارة أكثر فأكثر، لذلك تعتمد كمية الغيوم على درجة الحرارة ودرجة الإشباع، وهذه الما هى اسباب الرئيسية لتشكل الغيوم في الجو.