شهر رمضان هو شهر القرآن، وهو الشهر الذي تضاعف فيه الأجور، وهو موسم المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى، وقد أفلح من أدرك رمضان وشملته رحمة الله ومغفرته، وخاب وخسر من فاته نعيم هذا الشهر وفضله، وشهر رمضان هو من الأشهر القمرية الذي يكون بين شهري شعبان وشوال، فيأتي بعد شهر شعبان وقبل شهر شوال، وقد فرض الله الصيام فيه، وهو من أركان الإسلام الخمسة، ومن أنكر صيام رمضان جاحدا له فقد كفر بما أنزل على رسول الله صلى الله علي وسلم وهو الحق.
تسلسل التشريع الإسلامي
في بادىء الدعوة الإسلامية كان الإسلام يدعى إليه سرا، ولم يجهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس، واستمر هذا الحال لمدة ثلاث سنوات، ورسول الله يعلم أصحابه على التوحيد وتعميق مبادىء وثوابت العقيدة في نفوسهم، حتى إذا ما ثبت التوحيد في صدورهم وأصبحوا بإيمانهم كالجبال جاء الأمر الإلهي بالصدع بالدعوة والجهر بها، وهذا يدل على أن الدين جاء متوافقا مع الزمان وكفية التعاطي مع الأحداث والظروف، وعندما انتشرت دعوة الإسلام بدأت تكاليف الإسلام والعبادات بالنزول على المسلمين وحيا من عند الله عز وجل، فكان أن فرض الله عليهم الصلاة وهم في مكة، وذلك يوم الإسراء والمعراج، وحرمت على المسلمين الخمر تدريجيا تلطفا بأحوال من كان مدمنا عليها، وجزما في آخر الأمر لتصبح تشريعا قاطعا لا تراجع فيه بعد الأمر الرباني، ومن أهم مافرض الله على رسوله وعلى المؤمنين هو الصيام في شهر رمضان، فمتى فرض الله الصيام.
متى فرض الله صوم رمضان؟
فرض الله الصيام على رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفه، وفريضة الصيام هي من الفرائض المدنية إذا جاز التعبير, وقد كان ذلك في السنة الثانية من الهجرة وتحديدا في شهر شعبان من تلك السنة، وقد ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام في ذلك الشهر ومعه المسلمون ليكون فرضا على المسلمين حتى قيام الساعة، وقد جعل الله الصيام عن الطعام والشراب والجماع وعن سائر اللغو مما يفسد صيام الصائم، ومن باب أولى أن يترك المسلم كل ما يضر عبادته في رمضان وفي غير رمضان، ويكون هذا الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من آذان الفجر وحتى مغيب الشمس أو آذان المغرب، وقد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان منذ أن فرضه الله وحتى قبضه إليه تسع مرات.