شهر الخيرات والمحبة والعبادة هو شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الذي انزل الله تعالى فيه القرآن، وزهو الشهر الذي تتضاعف فيه الأعمال بشكل من الصعب أن يحصل في اى وقت آخر من أوقات السنة، لهذا فرمضان هو فرصة ثمينة من أثمن أوقات السنة ويجب على كل مسلم أن يستغلها احسن وأفضل استغلال، وأن لا تضيع هباء منثوراً فهي لحظات لا تعوض، ومن يدري هل سيدرك الإنسان رمضان القادم أم لا، لهذا كان الرسول الأعظم يتجهز لرمضان هو وصحابته الكرام قبل مجيئه، وكل هذا لما علموه من فضل عظيم لهذا الشهر العظيم.
قبل مجيء رمضان يكون التجهيز له عن طريق وضع قائمة بالأعمال والأولويات الواجب القيام بها خلال أيام هذا الشهر الفضيل، إذا يجب على الإنسان المسلم، أن يقضي وقته في العبادة والصلاة والتسبيح والتهليل والصلاة على الرسول الكريم، وأن يبر والدية ويصل رحمه وويتصدق للفقراء، ويساعد الغير وصاحب الحاجة كما أنه يتوجب على الإنسان المسلم ان يكثر من الدعاء وأن يملأ قلبه حباً وتسامحاً مع جميع الناس، لأن الأخلاق لا تقل أهميتها عن العبادات، وهذا هي الرسالة التي أوصلها إلينا ربنا جل في علاه، لكننا لم نستطع التقاطها أو فهمها كما ينبغي، ولنأخذ كتاب الله تعالى مثالاً على ذلك، فأخلب آياته من سورة الفاتحة إلى سورة الناس هي آيات تربوية وأخلاقية ووعظية، في حين أن الجزء الأقل هو للشعائر والعبادات، لهذا كله فالإسلام هو دين الأخلاق بامتياز يهدف إلى بناء شخصية واعية مدركة طموحة إلى أقصى الحدود لها، إضافة إلى أداء العبادات والطقوس، كل هذا من شأنه أن يزيد من القيم الجميلة في مجتماعاتنا، ولأجل هذا وضع الله تعالى شهر رمضان، فهو شهر لتهذيب النفوس وليس شهر لزيادة الضغائن والأحقاد بين الناس، حتى يستطيع الإنسان ان يصل إلى مبتغاه وهي جنة الله تعالى ورضوانه.
أما الثبات بعد رمضان على الطاعة فيكون أولاً بدعاء الله تعالى وطلب التثبيت منه، لأن الإنسان ميال إلى الشهوات، وبدون رحمة الله تعالى به وتثبيته له، فلن يقدر على المواصلة، وأي إنسان مواظب على التعبد، فإن ذلك من توفيق الله تعالى له ليسعده في الدنيا والآخرة، فالله تعالى أرحم بنا من أنفسنا، وهو يعلم ما نضمر ونخفي وما نعلن، وسيحاسبنا بناء على ما علمه منا. كما يكون الثبات بعد رمضان بمقاومة النفس والابتعاد قدر الإمكان عن طريق الشيطان.