موقع مدينة فاراب
تقع مدينة فاراب حاليا في منطقة تدعى كازاخستان، تحديدا على ضفة نهر سيحون بالقرب من كاشغر أو ما يسمى ببلاد بلاساغون، وقد فتحت على يد القائد المسلم قتيبة مسلم الباهلي في العام 93هـ/713م، وكان ذلك تحديدا في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ثم فتحت مرة أخرى في عصر السامانيين وكان ذلك في عام 225هـ/840م، من قبل القائد نوح بن أسد في العهد العباسي، زمن الخليفة المعتصم، وأطلق عليها اسم باراب وأترار أو أطرار وكان ذلك في القرن العاشر للميلاد.
وصفها الكثير من المؤرخين والسياسين بأنها مفتاح لمنطقة ما وراء النهرين؛ لأنها تعتبر واحدة من أعظم المدن التركستانية، فاستولى عليها التتار في العام 616 هـ/1219م، بحيث مهدت أمامهم الطريق ليستولوا على مناطق قارة آسيا الصغرى بكاملها، إضافة إلى آسيا وتحديدا الغربية، وسميت على يد وزير جنكيز خان أوتالا.
أبرز علمائها
إضافة للآثار التاريخية التي تدل على أهميتها ولا سيما بعد انتهاء الحملة المغولية عليها، عرفت فاراب بالعلم فخرج منها أهم علماء هذه الأمة ومنهم الفارابي والجوهري.
الفارابي
اسمه محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان أبو نصر، الملقب بالفاربي نسبة إلى مدينته التي ولد فيها، حيث ولد في بلدة يطلق عليها اسم وسيج، وهي تابعة لمدينة فاراب، وكان ذلك في العام 260هـ/983م إلى أن توفي في مدينة دمشق عام 339هـ/950م. وكانت حياته عبارة عن زهد في كل من السلطة والمال، ولكنه لم يقترب من السياسة أبدا لذلك حظي باحترام واهتمام ولا سيما من قبل حكام الدول الخليجية وتحديدا الإمارات، أما عن مؤلفاته فكانت متعددة وفي مجالات مختلفة أيضا فمثلا في مجال الفلسفة ألف مجموعة كتب، كان من أبرزها كتاب الجمع بين رأي الحكيمين، والتوطئة في المنطق وغيرها كثيرة، وفي مجال الموسيقى.
الجوهري
اسمه إسماعيل بن حماد التركي الأتراري أبو نصر، الملقب بالجوهري وحسب الروايات التاريخية فقد توفي عام 393هـ/1002م، برع في كثير من العلوم وأبرزها ما يتعلق باللغة العربية وآدابها إضافة للشعر، ومن أهم مؤلفاته كتاب يسمى الصحاح وكتاب آخر يسمى العروض، إضافة إلى مقدمة في علم النحو وكتاب بيان الإعراب وشرح أدب الكتاب. وصفه الكثير من النابغة، فقال عنه الذهبي: "وللجوهري نظم حسن" أما ياقوت فوصفه بقول: "لم يتأخر فيها عن شوط أقرانه، ولا انحدر عن درجة أبناء زمانه"، وبالغ ابن بري في وصفه فقال عنه: "الجوهري أنحى اللغويين".